حالة عدم الخصوبة من الناحية
الطبية هي عدم القدرة على الحمل بطفل بعد مرور سنة على الاتصال الجنسي بدون
استعمال وسائل الوقاية من الحمل، من ناحية أخرى فإنّ حوالي 25 بالمئة من
الزوجات اللواتي يسعين للحمل، في الشهر الأول بعد الجماع وحوالي 80 بالمئة
من الزوجات سوف يحملن في غضون سنة شرط ممارسة الجماع من مرتين إلى ثلاث
مرات في الأسبوع، وليس امراً غير عادي بالنسبة لزوجين مخصبين أن ينتظر ما
بين 8 و10 أشهر قبل حصول الحمل، ويُشار إلى أنه بعد سنة أو أكثر يتحقق حلم
الحمل عند 5 بالمئة تقريباً من الأزواج دون مساعدة طبية.
وعدم الخصوبة ليس مماثلاً
للعقم، فالعقم هو عدم القدرة على الإنجاب، بينما عدم الخصوبة هي ببساطة
صعوبة في الحمل ولا تعني لدى الشخص أنه أو أنها غير قادرة على الإنجاب، بل
تعني أنّ الأمر يتطلب عملاً وجهداً.
ومن أجل حصول الحمل لا بدّ من توفر العوامل التالية: 1- يجب أن تنتج الأنثى بويضة في مبيضها.
2- يجب أن تكون قناتا الرحم مفتوحتين.
3- يجب أن يصل الحيوان المنوي الصحي إلى البويضة خلال وجودها في قناة الرحم.
4- يجب أن تكون بطانة الرحم مهيأة لانغراس البويضة المخصبة.
5- يجب أن تنتج الأنثى الهرمونات المناسبة لتغذية البويضة المخصبة بعد انغراسها في بطانة الرحم.
6- يجب أن ينتج الرجل حيوانات منوية صحية.
* الخلل الذي يمكن أن يحصل عند النساء:
- الإخفاق في تحقيق الإباضة.
- انسداد قناتي الرحم.
- عدم التوازن في عمل غدد الجسم.
- إخفاق المني في المرور عبر عنق الرحم إلى الرحم.
- العوامل النفسية.
* الخلل الذي يمكن أن يحصل عند الرجل: وجود خلل في المني ناتج عن الأمور التالية: - عدم توازن في هرمونات الجسم.
- التهاب الخصيتين نتيجة التهاب الغدة النكفية، السيلان، أو الإصابة بمرض السل.
- ارتفاع حرارة الخصيتين لمدة طويلة من الزمن.
- وجود عروق دوالي الخصية.
إنّ الإخفاق في تحقيق الإباضة
والناتج عن عدم توازن في هرمونات الجسم يشكّل حوالي 25 بالمئة من حالات عدم
الخصوبة، وأكثر مسبّبات إخفاق الإباضة شيوعاً هي الفقدان المفرط للوزن أو
الزيادة المفرطة في الوزن أو كثرة التمارين الرياضية والزائد منها أو
الاجهاد العاطفيّ المفرط.
من الأسباب الشائعة لعدم
الخصوبة هو النقص في وجود الإمداد الكافي من هرمون البروجسترون لصيانة
الحمل، وهناك سبب هرموني لعدم الخصوبة عند الإناث وهو وجود الكثير من هرمون
''البرولاكتين'' في الدم. وارتفاع هذا الهرمون في الدم يوقف عملية
الإباضة، وتتأثر مستويات البرولاكتين في الدم بالأدوية والإجهاد أو الضغط
النفسي والتمارين الجسدية وعوامل الحمية الغذائية والنوم. كذلك يمكن لحالات
القصور في عمل الغدة الدرقية أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى البرولاكتين في
الدم.
ومن العوامل المسببة لعدم
الخصوبة عند الإناث مرض كانديرا المبيض (مرض الفطر)، تبدأ مشاكل فطر
كانديرا عادة في الجهاز الهضمي والمسالك التناسلية وعندما يتكاثر الفطر
يفرز موادّه السمية في الدورة الدموية، وفي حال السماح بنموه أكثر من ذلك
يمكن لهذا الفطر أن يؤثر في الغدد الصماء للجسم مما يؤدي إلى الإخفاق في
الإباضة.
هناك بعض النساء يُنتجن أجساماً
مضادة لمني أزواجهنّ، ويؤكّد بعض الباحثين أنّ هذه المشكلة يمكن أن تكون
وراء 10 بالمئة من حالات عدم الخصوبة، ويمكن التغلب على هذه المشكلة إذا
تولّى الشريك الزوج استعمال الواقي الذكري لعدة أشهر خلال الاتصال الجنسي،
فذلك يعطي جسد المرأة فرصة لتخفيض إنتاجها من الاجسام المضادة بحيث لا
تتفاعل كثيرا عند دخول المني إلى جسمها في المرة التالية.
إنّ مخاط عنق الرحم قد يكون في
بعض الحالات مانعاً لوصول المني للبويضة، حيث تنتج بعض النساء الكثير من
مخاط عنق الرحم وقت الإباضة فيعمل المخاط الكثيف كحاجز عند عنق الرحم ويمنع
المني من المرور، ويمكن تصحيح هذه المشكلة في بعض الأحيان باستعمال
الأدوية المضادة للاحتقان والتي يتم تناولها عبر الفم لأنها قد تلعب دوراً
في تخفيف كثافة مخاط عنق الرحم.
أما بالنسبة للرجل فهناك مشكلة
تكتّل المني، أي انخفاض في قدرة المني على الحركة، ومن أجل اعتبار الرجل
مخصباً يجب على المني عنده أن يوافق مستويات ومعايير معينة من القدرة على
الحركة والعدد والشكل: أولاً: بالنسبة إلى العدد يمثل القذف الصحي حوالي 60
مليون حيوان منوي مع إمكانية وصول هذا العدد إلى 200 مليون، فالعدد 20
مليون وما دون يُعَدّ عقماً عند الرجل.
وبالنسبة للقدرة على الحركة
تعدّ حالة تكتّل المني بحيث لا يكون قادراً على التجوال جيداً مسؤولة عن
حوالي 10 بالمئة من حالات عدم الخصوبة عند الذكور، ومن الطبيعي أن يتكتّل
ما بين 5 بالمئة و10 بالمئة من المني معاً ولكنه اذا حصل تكتل لأكثر من 20
بالمئة من المني المقذوف عندها تكون الخصوبة قريبة من المستحيل. تعالَج
مشاكل تكتّل المني بالأدوية المضادّة للاحتقان وبفيتامين (ج) وفيتامين
(هـ)، لكن ليست النتائج دائماً إيجابية، ويُعتقد أنّ سبب تكتّل الميني يعود
إلى خلل إنزيمي.
وللعواطف دور في إحداث عدم
الخصوبة، ونحن نعرف انّ هناك علاقة بين النفس والأعصاب والغدد، ولقد ثبت
أنّ العواطف تؤثر بالتأكيد في مهام التوازن الهرمونيّ للجسم، حيث اكتُشف
أنّ الاكتئاب والضغط النفسي ومشاكل نفسية أخرى تطلق عمليات كيميائية في
الجسم تتداخل مع عملية الإباضة عند الأنثى، والضغط النفسي والقلق النفسي
لمدة طويلة يمكن أن يؤدّيا إلى ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم، وهذا
بدوره يخلق خللاً في عملية الإباضة.
والعامل الذي يمكنه أن يعمّق
الضغط النفسي بالنسبة لزوجين غير مخصبين هو الضغط الذي يفرضه الأهل
المتحمّسون للحصول على حفيد، وغالباً ما يظنّ أهل الزوج أنّ بإمكان ابنهم
الحصول على أطفال من امرأة أخرى وهكذا تزيد نسبة الإحباط عند الزوج.
يمكن للضغط النفسي أن يؤثر في
الحركة المتناسقة لقناتي الرحم والتي تسمح بانتقال البويضة في اتجاه معين
وتُحرّك المني باتجاه آخر، لذلك فإنّ التحرك المناسب لقناتي الرحم والتقاط
البويضة للمني وحركتها باتجاه الرحم يمكن أن تعاق بفعل العوامل النفسية مما
قد يؤدّي إلى عدم الخصوبة.
يمكن للضغط النفسي أن يؤدّي إلى
تغييرات إنزيمية في المني عند الرجل، ولقد ثبت أنّ الضغط النفسي يُعيق
أيضاً البروتين في نواة الخلية ويتداخل مع قدرة المني على إخصاب البويضة.
على المرأة القلقة بالنسبة
للإنجاب أن تتخلّى عن فكرة إنجاب طفل، فالكثير من الأزواج يحقّقون الحمل
عندما يتوقّفون وببساطة عن التفكير كثيراً في الأمر أو عندما يختبرون نوعاً
من التحسّن العام في تحقيق الرضى والسرور في حياتهم، مما يشير إلى الصّلة
بين العقل والجسم في إطار الخصوبة.