أسباب عدم الخصوبة عند الرجال والنساء2

إنّ مخاط عنق الرحم قد يكون في بعض الحالات مانعاً لوصول المني للبويضة، حيث تنتج بعض النساء الكثير من مخاط عنق الرحم وقت الإباضة فيعمل المخاط الكثيف كحاجز عند عنق الرحم ويمنع المني من المرور، ويمكن تصحيح هذه المشكلة في بعض الأحيان باستعمال الأدوية المضادة للاحتقان والتي يتم تناولها عبر الفم لأنها قد تلعب دوراً في تخفيف كثافة مخاط عنق الرحم.


أما بالنسبة للرجل فهناك مشكلة تكتّل المني، أي انخفاض في قدرة المني على الحركة، ومن أجل اعتبار الرجل مخصباً يجب على المني عنده أن يوافق مستويات ومعايير معينة من القدرة على الحركة والعدد والشكل: أولاً: بالنسبة إلى العدد يمثل القذف الصحي حوالي 60 مليون حيوان منوي مع إمكانية وصول هذا العدد إلى 200 مليون، فالعدد 20 مليون وما دون يُعَدّ عقماً عند الرجل.
وبالنسبة للقدرة على الحركة تعدّ حالة تكتّل المني بحيث لا يكون قادراً على التجوال جيداً مسؤولة عن حوالي 10 بالمئة من حالات عدم الخصوبة عند الذكور، ومن الطبيعي أن يتكتّل ما بين 5 بالمئة و10 بالمئة من المني معاً ولكنه إذا حصل تكتل لأكثر من 20 بالمئة من المني المقذوف عندها تكون الخصوبة قريبة من المستحيل. تعالَج مشاكل تكتّل المني بالأدوية المضادّة للاحتقان وبفيتامين (ج) وفيتامين (هـ)، لكن ليست النتائج دائماً إيجابية، ويُعتقد أنّ سبب تكتّل المني يعود إلى خلل إنزيمي.
وللعواطف دور في إحداث عدم الخصوبة، ونحن نعرف انّ هناك علاقة بين النفس والأعصاب والغدد، ولقد ثبت أنّ العواطف تؤثر بالتأكيد في مهام التوازن الهرمونيّ للجسم، حيث اكتُشف أنّ الاكتئاب والضغط النفسي ومشاكل نفسية أخرى تطلق عمليات كيميائية في الجسم تتداخل مع عملية الإباضة عند الأنثى، والضغط النفسي والقلق النفسي لمدة طويلة يمكن أن يؤدّيا إلى ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم، وهذا بدوره يخلق خللاً في عملية الإباضة.
والعامل الذي يمكنه أن يعمّق الضغط النفسي بالنسبة لزوجين غير مخصبين هو الضغط الذي يفرضه الأهل المتحمّسون للحصول على حفيد، وغالباً ما يظنّ أهل الزوج أنّ بإمكان ابنهم الحصول على أطفال من امرأة أخرى وهكذا تزيد نسبة الإحباط عند الزوج.
يمكن للضغط النفسي أن يؤثر في الحركة المتناسقة لقناتي الرحم والتي تسمح بانتقال البويضة في اتجاه معين وتُحرّك المني باتجاه آخر، لذلك فإنّ التحرك المناسب لقناتي الرحم والتقاط البويضة للمني وحركتها باتجاه الرحم يمكن أن تعاق بفعل العوامل النفسية مما قد يؤدّي إلى عدم الخصوبة.
يمكن للضغط النفسي أن يؤدّي إلى تغييرات إنزيمية في المني عند الرجل، ولقد ثبت أنّ الضغط النفسي يُعيق أيضاً البروتين في نواة الخلية ويتداخل مع قدرة المني على إخصاب البويضة.
على المرأة القلقة بالنسبة للإنجاب أن تتخلّى عن فكرة إنجاب طفل، فالكثير من الأزواج يحقّقون الحمل عندما يتوقّفون وببساطة عن التفكير كثيراً في الأمر أو عندما يختبرون نوعاً من التحسّن العام في تحقيق الرضى والسرور في حياتهم، مما يشير إلى الصّلة بين العقل والجسم في إطار الخصوبة.