أسباب التهابات الجهاز التناسلي عند المرأة
بحكم التكوين التشريحي والبيولوجي للمرأة، يتعرّض جهازها التناسلي في كثير من الحالات إلى الالتهاب بسبب الحمل والولادة والإسقاطات والنزف والدورة الشهرية والعلاقات الجنسية التي تجلب معها العدوى. يكون للمهبل في الحالات الطبيعية درجة مناعة عالية أو قدرة غير عادية على مقاومة الالتهابات، ويكمن السرّ في ذلك في حموضة المهبل التي هي في الواقع نتيجة فعل بكتيريا خاصة موجودة في المهبل تسمى بكتيريا (دودرلين)، والتي تعمل على تحويل الجليكوجين (النشا الحيواني) الموجود في خلايا المهبل الذي يعطي المهبل درجة الحموضة المطلوبة، والتي تعمل عمل المناعة ضدّ الالتهاب.
قد تختلّ البيئة المهبلية
الحامضية جرّاء كثرة استعمال الدوشات المهبلية بقصد النظافة، مما يؤدي إلى
قتل البكتيريا الصانعة لحمض اللبن الذي يشكل المانع لدخول الجراثيم، وعلاوة
على الدوشات، هناك الإفراط في تناول المضادات الحيوية كالبنسلين ومشتقاته.
مع الأسف كثير من النساء لا
يعرفن أنّ وجود إفرازات مهبلية خفيفة شفافة كزلال البيض أمر عادي وصحي، حيث
أنها ضرورية للزوجة ولصحة المهبل، ومصدر هذه الإفرازات الطبيعية المخاطية
الشفافية آتٍ من غدد عنق الرحم وجدار المهبل والشفرين، فتزيد قبل حدوث
الحيض وعند قرب ميعاد التبويض وأثناء الاثارة الجنسية، وتقلّ في سنّ اليأس.
لكنّ هناك إفرازات غير طبيعية في كميتها ولونها ورائحتها، تدلّ على مرض ما
قد أصاب المهبل هي:
- الفطريات: إنّ سيلان
مرض الفطر يظهر وكأنه محبحب ومتجمع بقعاً بقعاً، ويتميز بلزوجته وبياضه أو
ميله إلى الاصفرار، وإذا لم يعالَج الفطر تحوّلت الإفرازات السميكة إلى
سائل أبيض غزير يشبه الحليب، وهذا الالتهاب يسبّب حكة شديدة في الشفرين
وإحمرار جدار المهبل. تصاب 50% من الحوامل بهذا الالتهاب و15% من اللواتي
يتناولن حبوب منع الحمل، ويعالج هذا الالتهاب موضعياً بتحاميل مهبلية وكريم
مضادّ للفطر، ومن المهم أن يعالَج الزوج أيضاً.
- التهاب المهبل بالدويبات المشعرة: ينتقل
هذا الالتهاب إلى المرأة بالاتصال الجنسي أو بواسطة الجلوس على المرحاض
المستعمل من قِبل كثير من الناس، وجرثومة هذا الالتهاب قد تنتقل إلى عنق
الرحم والإحليل والمثانة البولية. إنّ التهاب المهبل بالدويبات المشعرة
يتراوح بين 5-90% من مجموع حالات التهابات المهبل، كما وتتراوح الإصابة في
الزوجين بين 25-100%، وفي الحالات الحادة تتجلّى الأعراض بحكة مع الشعور
بالحرقة في الفرج وفي المهبل، وتترافق بإفرازات مهبلية غزيرة سائلة بيضاء
صفراوية، وتتضمن فقاقيع هوائية وذات رائحة كريهة، وقد تشكو المريضة أحياناً
من حرقة أثناء التبول. يعالَج هذا الالتهاب بشكل موضعي على شكل تحاميل
مهبلية وحبوب تتناولها المريضة عن طريق الفم، وتُمنع العلاقة الزوجية حتى
تُشفى الزوجة، ولا يتوقف العلاج على الزوجة فقط، بل من الضروري أن يعالَج
الزوج أيضاً.
- الالتهاب المهبلي البكتيري: يتسبب هذا الالتهاب عن ميكروب يسمى (الهيموفيلوس) المهبلي، ومن أعراضه السريرية خروج سائل غزير باهت رماديّ اللون.
- مرض السيلان (التعقيبة):
تشكو المرأة من سيلان غزير ذي رائحة كريهة يميل إلى اللون الأصفر القاتم
وحتى الإخضرار، وتشخيص السيلان لدى المرأة دون اللجوء إلى الفحص المخبري
بالغ الصعوبة، والسبب في ذلك يعود لعدم انتباه المرأة لإصابتها به، إذ أنها
تشعر بحرقة بسيطة عند التبول أو بافرازات مخاطية خفيفة، بعكس الرجل الذي
يشعر بعد يومين أو خمسة أيام من إصابته به، بحرقة بالغة عند التبول، ويظهر
القيح في مجرى البول.
- الالتهاب المهبلي الشيخوخي:
يعتبر هذا الالتهاب بمثابة عدوى بكتيرية ثانوية تتسبب بضمور الظهار
المهبلي وفقدانه الشديد لمادة الجليكوجين، ويكون السيلان الخارج من المهبل
في كثير من الحالات قيحياً، وعلاجه يكون موضعياً بكريم الأستروجين ومضادّ
حيويّ.
- التهاب قناة عنق الرحم: يكون سيلان التهاب عنق الرحم عادة سيلاناً أبيضَ قوياً، وغزيراً وممزوجاً بخيوط صديدية، وأحياناً نلاحظه عبارة عن سائل قيحيّ بالكامل. يعالَج تقرّح عنق الرحم بالكيّ الكهربائي أو بالتبريد مضافاً إلى ذلك المضادّ الحيوي المناسب، وهناك التهابات تحدث لملحقات الرحم نتيجة وجود اللولب في تجويف الرحم أو عقب الإسقاطات أو العمليات الجراحية غير المعقّمة.
تلجأ بعض النساء المصابات
بالالتهابات إلى الأدوية دون استشارة الطبيب، وهذا العمل لا يُجدي نفعاً،
والبعض منهنّ يستعملن تحاميل بناءاً على مشورة جاراتهنّ وما شابه ذلك، لأنّ
الجارة شُفيت من سيلانها سريعاً. وصراحةً، لا يمكن وصف الدواء بشكل
عشوائيّ، فلكلّ مرض علاجه الخاص به.
للوقاية من الالتهابات يراعى ما يأتي:
- عدم الإكثار من الدوشات المهبلية غير الضرورية.
- الاعتناء بنظافة الأعضاء التناسلية الداخلية.
- عدم ارتداء السراويل غير القطنية.
- عدم تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.
- استعمال الفوط المناسبة والصحية أثناء الطمث.