أثر فصل الشتاء على الأمراض الجلدية

هناك الكثير من الأمراض الجلدية التي تتأثر بفصول السنة خاصة الشتاء والصيف. ولفصل الشتاء تأثير على بعض الأمراض الجلدية خاصة التي تزداد شدة وانتشاراً في هذا الفصل لأسباب عدة، ومن أهم الأمراض الجلدية التي تتأثر بفصل الشتاء:



1. الأكزيما:
 الأكزيما التهاب جلدي غير جرثومي يظهر نتيجة تحسّس الجلد من عوامل خارجية أو داخلية. وهناك عدة أنواع من الأكزيما تشتدّ وتنتشر في الشتاء أكثر من الصيف منها:

-  الأكزيما الطفولية: تصيب الأطفال بعد الشهر الثاني من العمر حتى سنّ البلوغ غالباً وتصيب الوجه وثنايا الجلد، والسبب وراثي.

-  الأكزيما الدهنية: تظهر على شكل بقع حمراء اللون تصاحبها قشور صفراء، تصيب الوجه، الصدر، الظهر، وثنايا الجلد، وهي تصيب الكبار والأطفال تحت عمر السنة.

-  الأكزيما الجافة: ناتجة عن جفاف الجلد خاصة في سنّ الشيخوخة، وتظهر على شكل تشقق وجفاف الجلد في الجسم والأطراف.

-  الأكزيما التقرنية: قشور بيضاء كثيفة مع تشقق في الجلد، تصيب خاصة اليدين والقدمين عند الكبار.

-  الأكزيما القرصية: أقراص حمراء اللون، أحياناً يصاحبها فقاعات صغيرة، تسبب حكة شديدة، وتصيب الأطراف خاصة عند الكبار.
ويُعتقد أن زيادة نسبة انتشار هذه الأمراض وزيادة شدتها في فصل الشتاء ناتج عن الجو الجاف مما يؤدي إلى زيادة جفاف الجلد. ويجدر بالذكر أن هناك أنواعاً أخرى من الأكزيما تشتدّ في فصل الصيف وتتحسّن شتاء مثل الأكزيما التعرقية.

2. تثليج الأطراف:
مرض جلدي يمتاز ببرودة الأطراف خاصة أصابع الأيدي والقدمين، الأنف، الأذنين، بالإضافة إلى ظهور بثور حمراء نتيجة زيادة في انقباض الأوعية الدموية الطرفية، مما يؤدي إلى نقص وصول الدم والأكسجين إلى هذه المناطق بسبب التعرّض إلى البرد في فصل الشتاء. ويصيب داء التثلج معظم الأعمار خاصة الأطفال والشباب، وتظهر بثور حمراء وفي حالات متقدمة تقرّحات جلدية خاصة في أطراف الأصابع، وأحياناً القدمين والأذن الخارجية. والعلاج عادة بالوقاية أي تدفئة الأطراف وارتداء الملابس الواقية من البرد، بالإضافة إلى أدوية موضعية وأحياناً عن طريق الفم حسب الحالة.

3. الصدفية:
مرض جلدي مزمن وشائع وهو يصيب الذكور والإناث وكذلك معظم الأعمار، خاصة عمر الشباب. وهو مرض وراثي يظهر على شكل أقراص حمراء مغطاة بقشرة بيضاء كثيفة، ولها عدة أنواع معظمها يزداد في فصل الشتاء أكثر من الصيف، ويُعتقد أن السبب هو أشعة الشمس، فالصدفية تتحسن عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في الشمس خلال فصل الصيف. وحتى الآن علاج الصدفية غير شافٍ، لكن العلاجات المتوفرة تُخفي المرض لفترات متفاوتة.

4. حب الشباب:
مرض جلدي شائع جداً غالباً يظهر في عمر الشباب، وهو ناتج عن عوامل وراثية وهرمونية، ويظهر حب الشباب غالباً على الوجه، الظهر والصدر، وتصل نسبة الإصابة بالمرض إلى أكثر من 50% في مختلف مراحل العمر. ويظهر حب الشباب على شكل بثور مختلفة أهمها: الزوان، البثور الحمراء والمتقيّحة، الأكياس والدمامل. ويُعتقد بزيادة المرض في فصل الشتاء نظراً لغياب أشعة الشمس التي يُعتقد أنها تخفّف من شدة المرض. علاج حب الشباب فعّال في معظم الحالات، لكنه يعتمد على العمر والجنس ومناطق الإصابة ونوع البثور.

5. الداء الحرشفي:
مرض جلدي مزمن، وغالبية الأنواع وراثية، وهناك نوع منه مكتسَب، ويظهر الداء الحرشفي الذي يسمى أيضاً (السمكية) غالباً عند الولادة أو في الأشهر الأولى من العمر ويستمرّ المرض عادة مدى العمر. ويظهر المرض على شكل قشور جلدية مختلفة اللون والشكل، غالباً في معظم مناطق الجسم، ويُعتقد بازدياد شدة المرض في فصل الشتاء بسبب الجوّ الجاف وزيادة جفاف الجلد ممّا يؤدي إلي زيادة القشور الجلدية، العلاج فقط يخفّف أعراض المرض وهو غير شافٍ.

6. النخالية الورديّ:
مرض جلدي مؤقت يُشفى تلقائياً، غير معروف السبب، وهو يظهر غالباً عند الشباب على شكل بثور جلدية وردية اللون حولها قشور بيضاء رقيقة، وهي كثيرة العدد خاصة على الصدر، الظهر والبطن. ويزداد ظهور المرض في فصل الشتاء والخريف عادة لأسباب غير معروفة ويقل ظهوره في فصل الصيف. لا يحتاج المريض إلى علاج كون المرض يُشفى تلقائياً خلال 4- 6 أسابيع، إلا في بعض الحالات لتخفيف أعراض المرض إن وُجدت.

7. قشرة الرأس:
مرض جلدي شائع، ويعتبر أحياناً ظاهرة جلدية أكثر من كونه مرضاً، وتصل نسبة الإصابة بالقشرة إلى 50% من الناس. وتظهر على شكل قشور بيضاء أو فضية اللون رقيقة على فروة الرأس غالباً في عمر الشباب، وهي ناتجة عن تكاثر في الخلايا السطحية، وزيادة في إفراز المادة الدهنية في فروة الرأس. وتزداد القشرة في فصل الشتاء نظراً لزيادة إفراز المادة الدهنية المسمّاة (الزهم) في فروة الرأس في هذا الفصل، أما العلاج فهو فعّال لكنه غير شافٍ وهو على أشكال مختلفة.