الفطريات التناسلية عند المرأة

عندما تعاني المرأة من فطريات الجهاز التناسلي، فذلك يكون خاصة نتيجة الإصابة بفطر كنديدا البيكانز Candida albicansالمسؤول الأول والأساسي عن المرض. وهذا النوع من الفطر هو نفسه الذي نراه في فم الرضيع عندما يبدو ملتهبا ببقع بيضاء. والفطر موجود بنسبة 80% في أمعاء النساء اللواتي يشكين منه في فرجهن. هذا يشير إلى احتمال انتقاله بمفرده من الجهاز الهضمي ومنطقة الشرج إلى الفرج أو داخل المهبل. وجرثومة الكانديدا المذكورة، متوفرة على سطح الجسم بكامله وعلى الأيدي والأرجل الخ.. وتوجد بسهولة في الألبسة وفي الهواء وعلى العضو التناسلي الذكري أيضا، مما يسهل انتقالها إلى مهبل المرأة أثناء العلاقة الجنسية. وإضافة لانتقال الفطر بالوسائل السابقة فإنه ينتقل أيضا بواسطة المناشف والألبسة القذرة وحتى مياه الحمامات والمسابح الخ.. وقد نجده في الشفرين وفي المهبل عند المرأة بكميات ضئيلة لا تضايقها أبدا.



العوامل المؤدية لنموه وتكاثره:
1. الحمل: يكثر ظهور الفطر أثناء الحمل، وذلك عائد لازدياد تساقط بعض الخلايا المهبلية التي تزيد من كمية السكر داخل المهبل، وبالتالي ترتفع درجة حموضة المهبل مما يؤدي إلى تكاثر الفطر وازدياد نموه. ومعروف أيضا أن أيض السكريات، يتغير ويضطرب أثناء الحمل بسبب وجود مواد هرمونية عديدة منها اللاكتوجين المشيمي. وهذا الازدياد في معدل المواد السكرية يؤدي إلى ارتفاع درجة حموضة المهبل، وبالتالي إلى تكاثر الفطر.
2. حبوب منع الحمل: هذه الحبوب تؤدي إلى ازدياد تساقط خلايا المهبل وبالتالي إلى ازدياد وجود بعض السكريات المهبلية التي تزيد من حموضة المهبل وبالنهاية تزيد من تكاثر الفطر.
3. تناول المضادات الحيوية: استعمالها بشكل عشوائي وبدون تحفظ يؤدي إلى إضعاف وسائل مقاومة الجسم وإتاحة المجال للفطر للتكاثر في المهبل. وكذلك الحال عند تناول الكورتيزون والأنواع المشابهة له.
4. مرض السكري في الدم: النساء اللواتي يعانين من مرض السكري يشكين أكثر من غيرهن من الالتهاب الفطري خاصة في الفرج أكثر منه في المهبل. ولا تزول الأعراض نهائيا ما لم يعالج السكري اصلا.
الأعراض:
  1. الحكاك: إنه العارض الأهم والأكثر ثباتا. وتشعر المريضة بالحكاك في فرجها كله، وفي بدء مهبلها، ويشتد ليلا بشكل عام.
     
  2. السيلان الابيض: إنه غزير، لكنه لزج ومحبحب ويشبه فتات الجبن الأبيض، ويكون أحيانا سائلا بالفعل ومصفر اللون، على غير عادته، مما يشير إلى احتمال وجود جراثيم أخرى بجواره.
     
  3. ألم وقت الجماع: هذا الألم قد يجعل العلاقة مستحيلة، فترفضها المرأة كليا.
     
  4. اضطراب في الجهاز البولي: نظرا لقرب الجهاز التناسلي والبولي من بعضهما بعضا، يلتهب الإحليل بالكانديدا البيكانز، فينتج عن ذلك ألم أو انزعاج بسيط أثناء التبول.
الفطر والعقم:
ربطت العديد من الدراسات بين عدم الخصوبة والتهاب فطر كانديدا، وأظهرت إحدى الدراسات أن الكثير من النساء غير المخصبات قد تمكن من الحمل بعد معالجتهن من هذا المرض والأكثر تحديدا بعد معالجتهن من هذه الالتهابات الفطرية الخميرية في المهبل.  لقد وجد أن المرضى المصابين بالنمو المفرط والمزمن لفطر كانديدا غالبا ما يعانون من خلل في مهام الغدد الصماء ويمكن أن تشمل التعقيدات الناتجة عن ذلك عدم توازن هرموني (زيادة او نقصان في المستوى المطلوب للهرمون) ومشاكل في الخصوبة.
العلاج:
تعالج المرأة المصابة بالتهاب المهبل الفطري بمضادات الفطريات على شكل تحاميل مهبلية أو مرهم، كما تعطى مضادات للفطريات على شكل أقراص يتم تناولهاعن طريق الفم، ويمنع الاتصال الجنسي أثناء العلاج لحين شفاء المرأة تماما، وأيضا يعالج الزوج في الوقت نفسه، لأن هذا الالتهاب قد ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
الوقاية من الفطريات:
أفضل وقاية من العدوى من الفطريات هي العناية بنظافة الجهاز التناسلي والمحافظة على سوائله الطبيعية التي تقوم بتطهيره تطهيرا طبيعيا. وفيما يلي بعض النصائح العملية للسيدات:
1. غسل الأعضاء التناسلية بالصابون العادي اللطيف مرة في كل يوم.
2. تبديل السراويل الداخلية باستمرار، خاصة في أيام الطمث.
3. احرصي على أن تكون ثيابك الداخلية مصنوعة من القطن.
4. تحاشي استخدام المضادات الحيوية لمدة طويلة من الزمن.
5. يحبذ عدم تناول حبوب منع الحمل لمدة طويلة، ويفضل استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل.