يعتبر انسداد الأنف مرضاً يعاني منه كثيرون في العالم. وقد يتكرر عند
البعض، ويستمر بلا توقف عند البعض الآخر. وهذا الانسداد يصيب احدى فتحتي
الأنف أو كلتيهما.
ويتفاقم هذا المرض عندما تتغير الفصول وتحدث تبدلات في الطقس، أو عندما
تحدث الحالة اثناء النوم أو قبله، حيث يشعر المصاب بكتمان النفس وجفاف في
الحلق وآلام في الصدر، وحكة في الأنف، وخروج بلغم أخضر أو أصفر اللون،
وآلام فوق الحاجبين، وأحياناً خروج دم من الأنف.
والكثير من هذه الحالات، تحدث بسبب نزلة برد وتزول بزوال هذه النزلة أو
الزكام. بيد أن أعراض هذه الحالة التي تشمل مشكلات في التنفس، وعطساً وعدم
المقدرة على الشم والتذوق والنوم السيئ يمكن أن تستمر لأشهر أو حتى لأعوام
عدة.
من أسباب هذه المشكلة الحساسية تجاه العطور،والتهاب غشاء الأنف المخاطي
الموسمي المصحوب بحمى شديدة نتيجة حساسية حمى القش، وإعوجاج في الحاجز
الأنفي.
ويقول الدكتور أيهم الأيوبي، اختصاصي جراحة الوجه والأنف والأذن والحنجرة
في مستشفى "جايس" فارم بلندن: "إذا كنت لا تستطيع التنفس بشكل سليم لمدة
شهرين فينبغي أن تستشير الطبيب. فعلى الأرجح انها ستكون مشكلة كامنة وحلها
بسيط".
وهنا يبرز السؤال التالي: ما الذي يجعل أنوفنا مسدودة أو ملأى بالمخاط؟
وما الذي يمكننا أن نفعله لمجابهة هذه المشكلة؟ وجواباً عن ذلك يوضح خبراء
صحيين أهم الأعراض التي ينبغي أن نوليها اهتمامنا، وما الذي قد تعنيه هذه
الأعراض؟ وما الذي يمكن أن نفعله إزاءها؟
أولاً: الأعراض التحذيرية: العطس عند شم مادة مثيرة للتحسس مثل العطور أو الغبار أو شعر الحيوانات.
الاحتمال: هذه الحالة قد تحدث بسبب التهاب الأنف الأرجي، أي التهاب في
الممرات الأنفية. ويقول الأطباء إن مثير التحسس يحفز إفراز الغلوبلين
المناعي »E« المعروف اختصاراً ،»IgE«
والمرتبط بخلايا تحتوي على الهيستامين ويؤدي لانسداد وسيلان الأنف.
رأي الخبراء: قد يتعرض نحو 40 في المئة من الناس لعرض من أعراض هذه الحالة.
العلاج: عقاقير الهيستامين أو بخاخات الأنف الإستيرويدية. وفي الحالات
الحادة يستخدم الأطباء التسخين أو الحرارة لخلق نسيج ندبي وفتح الممر
الهوائي.
ثانياً: الأعراض التحذيرية: عدم جدوى البخاخات والعقاقير
الاحتمال: قد تكون هذه الحالة بسبب انحراف الحاجز الأنفي. والحاجز الأنفي
عبارة عن جدار من الغضروف والعظم يفصل تجويف الأنف لفتحتي المنخر. وفي بعض
الأحيان - بسبب إصابة في الطفولة - يحدث ميل أو إنحراف خفيف لهذا الحاجز،
ولذلك يتداخل مع التنفس بعد بلوغ سن الرشد.
رأي الخبراء: يقول الدكتور أيهم الأيوبي: «إن الحاجز الأنفي الملتوي، أو
المنحرف، يمكنه أن يربك عمل الدورة الأنفية من 6 إلى 8 ساعات »، موضحاً أن
فتحة المنخار الواحد تنجز 80 في المئة من العمل، بعدها تتولى فتحة المنخار
الثاني المهمة. وإذا تعرض الحاجز للتلف فإن الجانب الأقوى يعمل بنسبة 4في
المئة فقط من طاقته القصوى.
العلاج: الجراحة هي الحل الوحيد، حيث تجرى عملية إصلاح أو رأب الحاجز الأنفي تحت التخدير العام لتقوية وتدعيم هذا الحاجز.
ثالثاً: الأعراض التحذيرية: تحاول أن تفرغ أنفك بقوة "تمخط"، وفي الغالب لا يخرج شيء
الاحتمال: هذه الحالة قد تكون ناجمة عن وجود بوليبات (حليمات) أنفية، وهي
عبارة عن أورام في بطانة الجيوب الأنفية يمكنها إغلاق مجاري الهواء
الأنفية.
رأي الخبراء: يقول الدكتور نيكولاس لويس، استشاري جراحة الأذن والأنف
والحنجرة في مستشفى «بارثالوميو » بلندن: «إن أعراض هذه الحالة تشمل فقدان
حاسة الشم وارتشاح المخاط داخل الحنجرة وتغير الصوت. كما يمكن للبوليبات أن
تمنع تجفيف الجيوب وتؤدي لإصابة بمرض الجيوب الأنفية .»
العلاج: البوليبات، أو الحليمات، يمكن معالجتها بقطرات الإستيرويد
الأنفية، وقد تحتاج لأخذ ستيرويدات بالفم. وإذا لم تتحسن الأعراض فقد يصبح
التدخل الجراحي ضرورياً. ويرى الأطباء أن هذه الوسائل العلاجية يمكن أن
تقلل مخاطر عودة البوليبات بالرغم من أنها كثيراً ما تعاود الكرة.
رابعاً: الأعراض التحذيرية: الشعور بأنك تعاني زكاماً دائماً
الاحتمال: هذه الحالة قد تكون بسبب التهاب غشاء الأنف التحسسي الموسمي. حساسية غبار الطلع أو حساسية اللقاح.
رأي الخبراء: يقول الأطباء: «إن من يعانون من هذه الحالة يختبرون نوبات
صداع وأعراضاً مشابهة لأعراض نزلة البرد كالوجع والارتجاف إضافة لانسداد أو
سيلان الأنف .»
العلاج: إذا كانت الأعراض تؤثر في أنفك فقط، استخدم مضادات الهيستامين
مثل بخاخات أزيلاستين Azelastine . ويرى الأطباء أن مزيلات الاحتقان مثل
موميتاسون Mometasone تعتبر ناجعة وفعالة في تقليل التورم في الأنف وإزالة
الانسداد. وينصح الأطباء باستخدامها بضعة أيام فقط لأنها يمكن أن تتسبب
باحتقان ارتدادي حيث يسبب البخاخ انسداداً في الأنف. كما يمكن استخدام
الإستيرويدات التي يصفها الأطباء، والتي تخفف الالتهاب بشكل دوري افضل.
خامساً: الأعراض التحذيرية: انسداد الأنف في الأمسيات
الاحتمال: قد تكون هذه الحالة بسبب التهاب أغشية الأنف غير التحسسي، وفي
هذه الحالة يكون الجزء الداخلي من الأنف متورماً وملتهباً. وغالبا،تحدث هذه
الحالة بسبب المكاتب المكيفة والجافة والنتوءات العظمية الصغيرة بداخل
الأنف، وهي تجعل بطانة الأنف متورمة وملتهبة.
رأي الخبراء: في هذه الحالة، تسوء الأعراض بالتدريج ومن الممكن ألا تصبح
مشكلة حقيقية حتى يصل المصاب سن الأربعين. ويقول الدكتور الأيوبي: «في
المساء يزداد تدفق الدم في الأنف ولذلك تتفاقم الأعراض. وهنالك علاجات مثل
كابحات بيتا والأسبيرين يمكنها أن تسبب انسداد الأنف.
العلاج: يقول الدكتور الأيوبي: «اترك النوافذ مفتوحة أثناء العمل، واستخدم
بخاخ أنف مزيل للاحتقان لتقليل التورم. وفي الحالات الحادة يمكن معالجة
النتوءات العظمية الأنفية المتضخمة بواسطة الليزر.
سادساً: الأعراض التحذيرية: الشخير في مرحلة الطفولة
الاحتمال: قد تكون هذه الحالة بسبب لحمية في الأنف (تعرف عادة باسم
الزائدة الأنفية) وهي غدد صغيرة موجودة في مؤخرة الأنف. ويقول الأطباء: «إن
هذه اللحمية تختفي في الغالب عند بلوغ سن الرشد. وهي يمكن أن تسبب
مشكلات تنفس عند الأطفال، والتنفس عبر الفم بدلاً من الأنف يسبب الشخير .»
رأي الخبراء: تختفي غالبية المشكلات عند بلوغ سن العاشرة.
العلاج: يقول الدكتور الأيوبي: «إن هذه الزوائد الأنفية يمكن إزالتها
بالجراحة، وهي من النادر أن تؤثر في البالغين، وإذا حدثت مشكلة صحية بسببها
فإنه يتوجب إجراء فحص للتأكد من عدم وجود نمو سرطاني، وهو على العموم نادر
الحدوث في مثل هذه الحالات
سابعاً: الأعراض التحذيرية: وجود ألم مستمر في الوجه
الاحتمال: قد تكون هذه الحالة بسبب التهاب الجيوب الأنفية. والجيوب هي
أحياز أو مناطق موجودة في عظام الوجه ملأى بالهواء وتتموضع حول الأنف، كما
أنها مبطنة بخلايا تفرز مادة مخاطية
تمنع جفاف الأنف. ومرض الجيوب عبارة عن التهاب يحدث لهذه البطانات.
رأي الخبراء: إذا كان التهاب الجيوب من النوع الحاد، فإن حالة المريض
تتحسن خالل شهر، وإذا تواصل المرض أكثر من 12 أسبوعاً فانه يسمى التهاب
الجيوب المزمن. وفي هذه الحالة قد يتعرض المريض لإفراط في إفراز بلغم يكون
لونه أخضر أو أصفر.
العلاج: يقول الدكتور نبيل سالمة، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة
في مستشفى «بلاك هيث » بلندن: «في الغالب يحدث التهاب الجيوب بسبب فيروس لا
يستجيب للمضادات الحيوية .» ويرى الدكتور سلامة أن وضع نسيج قطني دافئ على
الوجه يمكن أن يلطف الألم ويخفف الضيق الناجم من الالتهاب. وفي بعض
الحالات يخضع مرضى الجيوب لعملية جراحية تسمى «بالون سينوبلاستي »، وهي
عملية منظار بالوني «تجميلية » تهدف أيضاً لفتح وتجفيف الجيوب.
ثامناً: الأعراض التحذيرية: الإحساس بتهيج وتوتر
الاحتمال: قد تحدث هذه الحالة بسبب إفراط نشاط الغدة الدرقية الذي يسبب رعشة وفقدان وزنوقلق أو توتر.
رأي الخبراء: يقول الدكتور سلامة: «إن فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي
لزيادة إفراز الهرمونات الدرقية. وهذه العملية تسرع الأيض(الاستقلاب) وتزيد
تدفق الدم للأنف، ولذلك يشعر المصاب بانسداد في منطقة الأنف .»
العلاج: يمكن إعطاء المصابين جرعة من اليود المشع. ويقول الأطباء أن تفاعل
الإشعاع يدمر نسيج الدرقية ويسمح للهرمونات الدرقية بأن تهبط لوضعها
الطبيعي.
حاذروا نقط الأنف:
يحذر الأطباء من كثرة استعمال نقط الأنف ويصفون ذلك بأنه ضار جداً، لأن
جوهر تركيبها مادة مقبضة للأوعية الدموية، مما يحدث كرد فعل انسداد الأنف
مرة ثانية على درجة أكبر مما كانت، فضلاً عن أن كثرة استعمال النقط قد
تتحول إلى عادة "كيف" مثل كيف القهوة والشاي بحيث يصطحبها المريض في جيبه
أينما ذهب. وينبه الأطباء إلى أن هذه النقط يجب ألا تستعمل إلا في حالة
الزكام الحاد ولمدة لا تتجاوز خمسة أيام.
أما أبرز مضاعفات استعمال هذه النقط فتشمل:
صداعاً جبهياً شديداً.
انسداد الأنف التام.
ضعف حاسة الشم.
حدوث ضمور في الأنف مع رائحة كريهة.
ضعف مقاومة الأنف وزكاماً والتهابات متكررة.