آلام الدورة الشهرية
يقول الدكتور أحمد عبد النبى، استشارى أمراض النساء والتوليد، إن جزءا كبيرا من النساء، يعانين بين الحين والآخر، من آلام الدورة الشهرية (عسر الطمث- Dysmenorrheal). وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعا لتوجه النساء إلى استشارات طبية. فالآلام المصاحبة للدورة الشهرية يمكن أن تتراوح حدتها بين المعتدلة وحتى الحادة بسبب عسر الطمث.
قد تظهر آلام الطمث فى أسفل البطن، فى الظهر أو فى الفخذين. وقد تكون مصحوبة بالصداع، الغثيان، الدوخة أو الإغماء، الإسهال أو الإمساك أثناء فترة الحيض.
خلال فترة الحيض، تنتج بطانة الرحم الداخلية (Endometrium) هرمونا يسمى بروستاغلاندين (Prostaglandin). هذا الهرمون يسبب انقباض الرحم، الذى يكون مصحوبا بالآلام فى أغلب الاحيان. وقد يكون سبب معاناة بعض النساء، خلال فترة الحيض، من تشنجات وآلام حادة جدا، بشكل خاص، أن أجسامهن تفرز كميات أكبر من المعتاد من هذا الهرمون، أو أن أجسامهن أكثر حساسية من المعتاد للهرمون.
وأكد دكتور أحمد أن هناك أسبابا وعوامل تزيد من خطر آلام الدورة الشهرية وسوف نبدأ بالأسباب:
اسباب آلام الدورة الشهرية، ظهور عسر الطمث شائع، بشكل خاص، لدى الفتيات فى سن المراهقة، واللواتى بدأت الدورة الشهرية تظهر لديهن حديثا.
“عسر الطمث الأولى” (dysmenorrheal Primary) هو مصطلح من الشائع استعماله لوصف الآلام المصاحبة للطمث، دون وجود أية مشاكل جسمانية معروفة، أو ظاهرة للعيان، يمكن أن تسبب الألم.
ويبدو أن هذه الظاهرة هى أكثر شيوعا لدى النساء اللواتى تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاما، وعادة ما تختفى بعد سنة واحدة حتى سنتين، عندما يصل الجسم إلى حالة التوازن الهرمونى.
أما “عسر الطمث الثانوى” (dysmenorrheal Secondary) فهو مصطلح يستخدم لوصف آلام الطمث الناتجة عن اضطراب جسمانى معين، غير الدورة الشهرية.
الاضطرابات والمشاكل الجسمانية الأخرى التى يمكن أن تسبب عسر الطمث، قد تشمل:
وجود خلايا تبدو وتتصرف مثل خلايا بطانة الرحم، داخل أجزاء أخرى من تجويف البطن (انتباذ بطانى رحمى- Endometriosis)، أو أنها (هذه الخلايا) تتطور إلى نسيج عضلى وغشاء مخاطى للرحم يخترق ألياف الرحم العضلية (عضال غدى- Adenomyosis). يظهر الألم عادة قبل يوم أو يومين من بدء الحيض، ويستمر على مدار أيام النزف كلها.
أورام غير سرطانية (حميدة) فى منطقة الحوض، مثل كيسات (Cysts) فى المبيض، سلائل (بوليبات – Polypi) فى عنق الرحم أو فى داخل الرحم نفسه، او نشوء ورم عضلى، أو ليفى، حميد (Fibroid / Myoma).
التهابات فى منطقة الحوض. احتمال الإصابة بهذه الالتهابات يرتفع بعد بدء الدورة الشهرية، لأن فتحة الرحم (قناة الولادة) تتسع خلال الحيض. أما التهابات الحوض الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيا (STD- Sexually transmitted diseases)، فمن الممكن أن تظهر فى أى وقت.
استعمال اللولب الرحمى (Intrauterine device- IUD). من الممكن أن يزيد استعمال اللولب الرحمى من حدة الآلام أثناء الحيض، خاصة خلال الشهر الأول من استعماله، وفى حال استمرت آلام الحيض الحادة هذه لفترة تزيد عن الفترة الأولية، أو إذا ازدادت الآلام حدة، فينبغى التفكير وفحص إمكانية إزالة اللولب الرحمى واستعمال وسائل أخرى بديلة لمنع الحمل.
مشاكل أثناء الحمل.
تشوهات خلقية فى مبنى الرحم، مثل: ضيق الجزء السفلى من الرحم، والذى يتصل بالمهبل (عنق الرحم).
قد يظهر عسر الطمث أيضا بعد الخضوع لإجراءات طبية، مثل الحرق (Burn)، الابتراد (بالتبريد/بالتجميد- Cryotherapy)، الاستئصال المخروطى (Conization) أو الخزعة المخروطية (Cone biopsy)، المعالجة بالأشعة (Radiotherapy)، الخزعة من بطانة الرحم او إدخال اللولب الرحمى.
وثمة مشاكل أخرى مرتبطة بالدورة الشهرية، مثل ازدياد الوزن، الصداع والتوتر النفسى، من الممكن أن تظهر قبل بدء دورة حيض، وهذه قد يكون سببها المتلازمة السابقة للحيض (PMS- Premenstrual syndrome).
وأضاف دكتور أحمد أن علاج آلام الدورة الشهرية، كخطوة أولى، العلاجات البيتية التالية، فى سبيل تخفيف حدة الالم الناجم عن عسر الطمث:
استخدام الحرارة، وذلك باستخدام زجاجات المياه الساخنة، مخدات التدفئة أو الحمام الساخن بهدف الاسترخاء. ويجب الحذر لئلا يصاب الجلد بالحروق.
شرب الشاى مع الأعشاب، مثل البابونج، النعناع، التوت البرى والعليق التى يمكن أن تساعد فى تخفيف تشنج العضلات والتوتر النفسى.
ممارسة الرياضة. القيام بنشاط بدنى بشكل ثابت قد يساعد فى التخفيف من حدة الالام.
الحرص على تفريغ المثانة البولية فور الشعور بالحاجة إلى ذلك.
وأخيرا قال دكتور أحمد عبد النبى، إنه قد يكون فى مقدور المرأة التى تعانى من عسر الطمث منع ظهوره بواسطة:
تناول أغذية تحتوى على تشكيلة متنوعة من الفواكه والخضروات والأغذية الخالية من الدسم.
التقليل من استهلاك الكافيين، المشروبات الكحولية، الملح والسكريات.
المحافظة على نظام ثابت من التمارين الرياضية المعتدلة. القيام بنشاط بدنى لمدة 30 دقيقة، أربع أو خمس مرات أسبوعيا.
التخفيف من التوتر النفسى والإجهاد اليومى فى الحياة. فبالرغم من أن التوتر والإجهاد النفسى ليسا عاملين رئيسيين فى ظهور عسر الطمث، إلا أن التخفيف من التوتر والاجهاد النفسى يمكن أن يساهم فى تقليص حدة آلام عسر الطمث.
تجنب التدخين.
تجريب علاج الارتجاع البيولوجى (Biofeedback) أو اليوغا (Yoga). كلا النهجين يعلمان طرقا للاسترخاء.
تجريب علاج الوخز بالإبر (Acupuncture) أو الوخز الإبرى بالضغط.