دراسة تربط اللحوم الحمراء بظهور سرطان الثدي في عمر مبكر
تعتقد دراسة تحليلة جديدة اجراها باحثون من جامعة هارفارد الامريكية ان السيدات الاتي يأكلن اللحوم الحمراء بكميات كبيرة في عمر مبكرة قد يكن اكثر عرضة لسرطان الثدي.
وتكمن اهمية هذه الدراسة في كون سرطان الثدي هو المرض الاكثر شيوعاً وتسبيباً للوفاة في السيدات في العالم مما يجعل ايجاد سبل جديدة لمنع ظهوره وعلاجه امراً هاماً.
في حالة ثبوت صحة هذا الربط من خلال دراسات مقبلة فمن الممكن ان يصبح الحد من اكل اللحوم بشكل عام هو الحل الابسط لتقليل خطورة بعض انواع المرض.
وقد بدأت الجمعية الامريكية للسرطان بالفعل بوضع لوائح للحد من اكل اللحوم الحمراء لما يسببه الاكثار من اكلها من امراض كسرطان البروستاتا والقولون والمستقيم. وتحتوي اللحوم الحمراء على مركبات من السهل ان تتحول الى مواد كيميائية مسرطنة عند طهيها.
كما تحتوي هذه النوعية من اللحوم على الكثير من الدهون مما قد يؤدي الى زيادة في الوزن وهو الامر الذي تأكد انه يزيد من امكانية الاصابة بسرطان الثدي وانواع اخرى من السرطان.
ومع ذلك فإن دراسات سابقة عنيت بالاكثار من اللحوم الحمراء وسرطان الثدي اظهرت نتائج متباينة بالاضافة الى ان بعضها تضمن ابحاث على اعداد كبيرة من سيدات في عمر مبكرة واللواتي كانت نتائجهن متباينة مع سيدات في اعمار اخرى اكبر.
والجدير بالذكر هنا هو ان سرطان الثدي هو المرض الاكثر شيوعاً في السيدات الاتي تفوق اعمارهن الخمسين حيث تصاب 78% من السيدات في هذا السن بهذا المرض.
وقد اراد الباحثون في جامعة هارفارد ان يكتشفوا طبيعة العلاقة بين اللحوم البيضاء وسرطان الثدي لدى السيدات في عمر مبكرة. ولعمل ذلك فقد قاموا بالنظر في بيانات 91,000 سيدة تتراوح اعمارهن ما بين 26 و 46 واللواتي اشتركن في دراسة عن الاساليب المعيشية للسيدات والتي سميت بدراسة الممرضات الثانية.
وقد قامت السيدات، والاتي لم تتعد احدهن سن اليأس، على مدار الدراسة بالاجابة بصفة دورية على اسئلة متعلقة بنظامهن الغذائي بما فيها كميات اللحوم الحمراء المطهية المأكولة مثل اللحم البقري والضأن والهامبرجر والسوسيس الخ. وقد نشرت نتائج هذا البحث في الارشيف الامريكي للامراض الداخلية.
وقد لوحظ في النتائج ان نوعاً عدوانياً من سرطان الثدي تكون لدى 1,021 سيدة على مدار 12 عاماً. كما ان المرض ان اكثر ظهوراً بمرتين في السيدات اللواتي اكلن كميات كبيرة من اللحوم الحمراء عن الاخريات الاتي اكلن ميات اقل منها. الا ان هذه النتائج انت صحيحة فقط في انواع السرطان الاتي احتوت على متقبلات هرمونات الاستروجين والبروجيستيرون.
والطبيعي ان السرطانات المتقبلة للهرمونات هي اكثر شيوعاً من الاخرى التي لا تتقبل الهرمونات وهي اسهل علاجاً واكثر استجابة للادوية كالتاموكسيفين ومثبطات الاروماتيز.
الا ان الدراسة لم تنظر الى كيفية زيادة اللحوم الحمراء ن خطورة سرطان الثدي.
يقول كبير مؤلفي الدراسة ايونيانج تشو وزملائه ان الدراسة خلصت الى ضرورة اجراء المزيد من الابحاث للتعمق في مسألة زيادة اللحوم الحمراء من خطورة تكون سرطان الثدي لدى السيدات. وقد اتفق معه باحثون اخرون في ذلك.
وترى الدكتورة جين كالي وهي رئيسة علم تحليل الاوبئة في الجمعية الامريكية للسرطان: "مع ان الدراسة نفذت بدقة الا انها تظل دراسة وحيدة ... يجب اجراء المزيد من الابحاث في دراسات اخرى قبل ان نصدق صحة النتائج".
ومع هذا فان كالي تؤكد ان الارشادات والتحذيرات الغذائية للجمعية الامريكية للسرطان تنصح بالحد من اكل اللحوم الحمراء المطهية والتي قد يكون لها فوائد ابعد من تقليل خطورة السرطان.