.أما
طبياً فيوجد اختلاف بين الأطباء في عدد الأسابيع التي يعتبر فيها المولود
من الخدائج ولكن التعريف الغالب هو كما عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه
المولود قبل سبعة وثلاثين أسبوعاً (37)، ففترة الحمل الكامل المتعارف عليه
هو بين 37 42أسبوعاً ( 36أسبوعاً وستة أيام يعتبر المولود خديجاً).ويمكن
تقسيم الخدائج حسب أوزانهم عند الولادة كالتالي:1) المولود بوزن 1500إلى
2500جم ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص (LBW).2) المولود بوزن 1000إلى 1500جم
ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص جداً (VLBW).3) المولود بوزن أقل من
1000ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص نقصاً كبيراً (ELBW).ومما لا شك فيه أنه
لا يوجد حضانة للجنين مثل رحم أمه. وتعتبر أفضل عناية للجنين هي البقاء في
الرحم حتى يقترب عمره من فترة الحمل الطبيعية وان تتم الولادة قرب الأسبوع
السابع والثلاثين من الحمل إلا إذا حدثت ولادة مبكرة بسبب أو آخر أو كان
هناك خطر على الأم الحامل أو الجنين مما يجعل التعجيل بالولادة أمراً
ضرورياً.والجدير بالذكر أنه كلما كان عمر الجنين أقرب إلى الحمل الكامل
كلما قلت المشاكل والمضاعفات، وأنه كلما كان الخديج صغيراً في العمر والوزن
كلما كثرت المضاعفات.إن التقدم والتطور في تخصص طب المواليد والخدائج قد
أدى إلى قلت الوفيات بينهم، كما أن الاحصائيات أكدت على قلة المضاعفات في
فترة الحضانة خصوصاً في المواليد الذين يتجاوز وزنهم 750جم.الأسبابأما عن
أسباب الولادة المبكرة فيمكن تقسيمها إلى أسباب متعلقة بالجنين نفسه، أو
أسباب متعلقة بالمشيمة أو الرحم أو أسباب خاصة بالأم.أما عن الأسباب
المتعلقة بالجنين فتشمل الحمل المتعدد (التوائم) أو التشوهات الوراثية، أو
أمراضا تسبب تجمع السوائل في جسم الجنين وذلك بسبب أمراض مختلفة مثل أمراض
التمثيل الغذائي أو ما يعرف بالأمراض الاستقلابية.أما الأسباب الناتجة عن
المشيمة فتشمل المشيمة المتقدمة أو انفصال المشيمة المبكر.أما الأسباب التي
تصيب الأرحام فتشمل الرحم ذا القرنين أو اتساع عنق الرحم المبكر.والأسباب
التي لها علاقة بالأم فتشمل على سبيل المثال وليس الحصر: تسمم الحمل
والأمراض المزمنة التي تصيب الأم مثل أمراض القلب والكلى ومنها: إدمان
التدخين والمخدرات.وبهذه المناسبة أحب أن أنبه على خطورة التدخين على
المرأة الحامل، فكما يشمل الضرر المعروف على الأم الذي من أهمه المشاكل
التنفسية والقلبية فهناك أيضاً ضرر بالغ على الجنين مثل حدوث الولادة
المبكرة أو صغر حجم الوليد عند الولادة وإن كان الحمل كاملاً.وهناك أسباب
أخرى كثيرة للولادة المبكرة اضافة إلى ما ذكر سابقاً مثل انفجار الأغشية
التي حول الجنين أو زيادة كمية السائل الامنيوسي.وقد وجد أن هناك علاقة بين
الولادة المبكرة وبين أمور كثيرة مثل انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي
للأسرة، ومثل الحمل المتتابع بدون فترة راحة، وتزيد الولادة المبكرة
للمرأة التي سبق لها أربع فترات حمل ولو كانت طبيعية.الأمراضأما عن أمراض
الخدائج فهي متنوعة وقد يتأثر أي جهاز حيوي من أجهزة الجسم المختلفة مثل
الجهاز العصبي أو التنفسي أو الدوري (القلب والأوعية الدموية) أو الجهاز
الهضمي أو الكبد.... الخ.إن المشاكل الطبية للخدائج تختلف باختلاف العمر
الحملي،وأيضاً تختلف باختلاف الوزن عند الولادة، فكلما كان الخديج صغيراً
في العمر الحملي أو الوزن كلما زادت المشاكل الطبية.وفي الجملة يحتاج
الخديج إلى عناية فائقة تحت إشراف طبي متخصص في العناية المركزة (nicu)
وبوجود الأجهزة الطبية المتطورة والحديثة والتي لا توجد إلا في المستشفيات
المتخصصة.والجدير بالذكر أن المشاكل الطبية للخدائج معروفة ولها مدى معين،
ومعنى ذلك أن ليس كل خديج يجب أن يصاب بالأمراض جميعها فقد يكون مريضاً
مصاباً بمشكلة في الجهاز التنفسي مثلاً وبجانبه مريض آخر مصاب بمشكلة في
الجهاز الهضمي وقد يكونان في نفس العمر.إنه مما لا شك فيه أن التقنية
الطبية الحديثة قللت بمشيئة الله وفيات الخدائج ولكن يبقى أقل عمر حملي
يمكن التعامل معه حتى الآن هو من 23إلى 24أسبوع، ولم يكتب الحياة للتعامل
مع الحالات لأقل من ذلك إلا ما ندر جداً.إن الخداج بحد ذاته لا يعتبر سبباً
للوفاة ولكن السبب قد يعزى إلى المشاكل المصاحبة التي من أهمها المشاكل
التنفسية أو النزيف الدماغي أو الالتهاب الرئوي أو نقص الاكسجين عند
الولادة.إن وزن الخديج له أثر كبير على نتائج العلاج، فقد اثبتت الدراسات
ان احتمالية الوفاة للخديج الذي عمره الحملي 24أسبوعا تصل إلى 63% إذا كان
أقل من 700جم، وتنقص احتمالية الوفاة إلى 37% إذا كان أكثر من 700جم كما أن
العمر الحملي له أهمية بالغة في النتائج، فقد اثبتت الدراسات أيضاً أن
احتمالية الوفاة في الخديج الذي عمره الحملي 168 171يوماً تصل إلى 55%، وفي
الخديج الذي عمره الحملي 177 181يوماً تقل إلى 35%.وقد أجريت دراسة على
173خديجاً في مستشفى مييقيل بكندا (وزنهم أقل من 1000جم)، وقد أثبتت أن
احتمالية الحياة تكون أكبر كلما كان العمر الحملي أكثر كما هو مبين في
الجدول التالي:والأمراض التي تصيب الخدائج يرجع سببها في الأساس إلى عدم
النضج التركيبي أو الوظيفي للوليد الذي ولد قبل اوانه ويمكن تقسيم الأمراض
التي تصيب الخدائج كالتالي:أولاً: الجهاز العصبي: وأهم مشكلة هي النزيف
داخل التجويف الدماغي، وهذه المشكلة يقل حدوثها في الخدائج فوق 2000جم أو
أكثر من 34أسبوعا حمليا والأعراض التي تظهر لهذه المشكلة تشمل التشنجات
وتوقف التنفس والنقص الحاد في الكريات الحمراء. وقد يتأثر الدماغ أيضاً بأي
نقص للاكسجين عند الولادة.ثانياً: الجهاز التنفسي:وأهم مشكلة هي ما يعرف
بمتلازمة الجهد التنفسي وهي ناتجة لعدم نضوج وظيفة الرئة ونقص مادة تسمى
السيرفاكتنت (Surfactant) وهذه المشكلة نادرة في الأطفال كاملي الولادة
وتزيد مع صغر الخديج.ومن المشاكل التي تصيب الجهاز التنفسي أيضاً هو النزيف
الرئوي والالتهابات الرئوية، ودخول الهواء إلى التجويف بين الرئة والقفص
الصدري (Pneumothorax)، ومن المشاكل التوقف المتكرر للتنفس (Recurrent
apnea).وقد يؤدي استعمال أجهزة التنفس مع الاكسجين لمدة طويلة إلى مشاكل
مزمنة في الجهاز التنفسي.ثالثاً: المشاكل القلبية:نظراً لتأثر الرئة في
الخدائج ونقص الاكسجين في الجسم فان القلب والجهاز الدوري يحاول الحفاظ على
فسيولوجية الجسم ببقاء بعض القنوات الدموية القناة بين الجهاز الدوري
الرئوي والجهاز الدوري الجسمي (PDA)، ولكن هذا قد يؤثر هذا سلباً على وظيفة
عضلة القلب اليسرى مما يؤدي إلى فشل في ضخ الدم من الجهة اليسرى (Left
ventricular faliure).رابعاً: الجهاز الهضمي:وأهم مشكلة هي الالتهاب المعوي
(NEC) ويصيب في العادة المواليد الذين يقل وزنهم عن 1500جم، ومعدل الإصابة
بها في العنايات المركزة يتراوح بين 15%.ولا يوجد سبب واضح لهذا الالتهاب
ولكن توجد علاقة بين هذه المشكلة وببعض الالتهابات البكتيرية، وأيضاً لها
علاقة بنوعية وسرعة التغذية للمواليد في هذه المرحلة.وعلامة الإصابة بها هي
انتفاخ البطن مع تجمع للعصارة المعوية، وأيضاً قد يكون البراز مصاحباً
بالدم.ومن المشاكل الهضمية في هذه المرحلة هو الترجيع من المعدة والمرئ
ودخولها إلى الرئة مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات الرئوية.ومن المضاعفات
أيضاً فتق جدار الامعاء.خامساً: الكبد:وأهم مشكلة هي زيادة معدل المادة
الصفراء في الدم التي قد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتولد إعاقة دائمة
إذا لم يتم التخلص من المادة الصفراء.وسبب ارتفاع هذه المادة هو عدم نضوج
انزيمات الكبد التي تساعد على التخلص منها، بالإضافة إلى أن استعمال
الأدوية المختلفة والإصابة بالالتهابات المختلفة أيضاً في هذه المرحلة لها
علاقة بزيادة المادة الصفراء.سادساً: مشاكل استقلابية:وهذه تشمل زيادة أو
نقص السكر، أو نقص الكالسيوم، أو زيادة أو نقص الصوديوم، أو ارتفاع
الامونيا والأحماض العضوية وسبب المشاكل الاستقلابيين ناتج عن عدم نضوج بعض
الهرمونات والانزيمات في المولود الخديج، كما أن الكلى قد لا تتحمل
التغيرات المختلفة في المولود الخديج مما قد يؤدي إلى عدم استقرار أملاح
الدم. ومما يؤدي إلى المشاكل الاستقلابية للمولود هو التغيرات العلاجية
اليومية في العنايات المركزة من استعمال السوائل الوريدية والأدوية
والمختلفة.سابعاً: العينية:وهو تأثر شبكية العين غير المكتملة النمو بنسبة
الاكسجين العالية، وهذه المشكلة ان لم ينتبه لها قد تؤدي إلى العمى لا سمح
الله .ثامناً: مشاكل أخرى:وهناك أمراض ومشاكل يضيق المقال عن ذكرها ولكن
أهمها الالتهابات الجرثومية المختلفة سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو
فطرية.ومن المشاكل زيادة السوائل في الجسم أو عكسها وهو الجفاف ومنها عدم
استقرار درجة حرارة الجسم أو ضغط الدم، أو التجلط الدموي داخل الأوعية
الدموية، أو عدم الزيادة في الوزن.... الخ.
|