ما هوعرق النسا ؟
عرق النسا في الطب :
يسمى العصب الوركي “sciatic nerve”، وهو العصب الأكبر في الجسم، يبدأ من الفقرة الرابعة من الفقرات القطنية حتى أسفل القدم بسبب بروز الغضروف بين الفقرتين الرابعة والخامسة من الفقرات القطنية وضغطه على العصب الوركي. ومن هنا يُشيرُ ألم النّسا إلى الألمِ الحاصل في منطقة الفقرة الرابعة من الفقرات القطنية مرورا بالورك الى عجزِ الفخذِ، الى تحت الركبة، وألى أسفل جانبي السّاق وجانبِ القدم.
سبب التسمية :
قيل : سمي بذلك لأن ألمه يُنسِى ما سواه، وهذا العِرْقُ ممتد من مفْصل الورك، وينتهي إلى آخر القدم وراءَ الكعب من الجانب الوحشي “ فيما بين عظم الساق والوتر”. ويطلق (عرق النسا) أو الألم الوركي على ألم عصبي ذي صلة بالعصب الوركي يمتاز بألم يمتد على الوجه الخلفي من الفخذ والساق. ويبدو أن المصطلح هذا لم يتغير مفهومه حديثا عما عرفه القدماء، فقد عرفه الكحال (650 ميلادي) (بأنه وجع يبتدئ من مفصل الورك وينزل من خلف الفخذ وربما امتد على الكعب وكلما طالت مدته زاد نزوله وينتهي إلى آخر القدم من وراء الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر).
أعراض عرق النسا :
وجعٌ يبتدىءُ مِن مَفْصِل الوَرِك، وينزل مِن خلفٍ على الفخذ، وربما على الكعب، وكلما طالت مدتُه، زاد نزولُه، وتُهزَلُ معه الرجلُ والفَخِذُ، ومن شدة الالم انه ينسيك آلامك الاخرى.
أسبابه :
لعرق النسا أسباب عدة، وأكثر حوادثه تنجم عن فتق النواة اللبية للغضاريف بين الفقرات والذي يؤدي إلى انضغاط الجذور العصبية، كما أن التعرض للبرد يسبب الاحتقان الدموي داخل السيساء المؤدي إلى ذلك الانضغاط، وقد تنجم عن الرثية (وجَعٌ في الرُّكْبَتَين والمفاصِل) أو الإصابة بداء المفاصل الفقرية أو الأنتان بالعصيات الكولونية التي تستوطن الأمعاء وتصبح ممرضة في ظروف خاصة.
ويمكن أن يحدث المرض نتيجة تمزق أحد الأقراص الموجودة بين الفقرات فيضغط على قاعدة العصب عند نزوله من العمود الفقري. وقد يؤدي الالتهاب العظمي المفصلي في النخاع وفي حالات التضخم في النخاع أيضاً إلى حدوث الألم في هذا العرق. وقد يحدث عرق النسا بعد حمل اشياء ثقيلة او من طول الجلوس او الوقوف لمدة طويلة وكثيرا ما تصاب به النساء بعد فترة الحمل وقد يحدث لأي حادث يصيب العمود الفقري.
العصب النسئ :
نظراً لوجود علاقة بين عرق النسا وبين ما يسمى بالعصب النسئ فما هو هذا العصب؟
العصب النسئ هو أثخن عصب في جسم الإنسان بأكمله ويبلغ غلظه غلظ إصبع البنصر وهو يمد ظهر الساق وباطنها وعضلتها والقدم بالغذاء الذي يحتاج إليه. وتصل الألياف الشعور من جلد ظهر الرجل والقدم إلى هذا العصب ويتوزع هذا العصب بشكل كبير جداً وينفصل عند مفصل الركبة إلى قسمين: العصبين المأبضين الخارجي والداخلي.
ويقع العصب الخارجي على مقربة من سطح الجزء الأسفل من ظهر مفصل الركبة، ويمكن وضع اليد عليه ومسكه باليد وخاصة عند النحفاء. أما الالتهاب الذي يصيب غلاف العصب النسئ فيسمى عرق النسا.
ويتألف عصب النسا الصغير من ألياف توصل الإحساس من الجلد، ويغذي الجلد أعلى الفخذ وظهر الساق والنصف الأعلى من جلد الساق.
وعرق النسا هو الأنبوبة أو الماسورة التي يمر بداخلها العصب النسئ.
العلاج في الطب النبوي :
يقول ابن القيم، في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في علاج عِرْق النَّسَا: روي ابن ماجه في “سننه” من حديث محمد بن سِيرين، عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “دواءُ عِرْقِ النَّسَا ألْيَةُ شاةٍ أعْرَابِيَّةٍ تُذَابُ، ثمَّ تُجزَّأُ ثلاثةَ أجزاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ على الرِّيقِ فى كلِّ يومٍ جُزْءٌ”. وهذا العلاج خاص بالعرب، وأهل الحجاز، ومَن جاوَرَهم، ولا سيما أعراب البوادي، فإنَّ هذا العِلاجَ من أنفع العلاج لهم، فإنَّ هذا المرض يَحدث من يُبْس، وقد يحدث من مادة غليظة لَزِجَة، فعلاجُها بالإسهال و”الألْيَةُ” فيها الخاصيَّتان: الإنضاج، والتليين، ففيها الإنضاج، والإخراج. وهذا المرضُ يَحتاج عِلاجُه إلى هذين الأمرين.
وفي تعيينِ الشاةِ الأعرابيةِ لقِلةُ فضولِها، وصِغر مقدارِها، ولُطف جوهرها، وخاصيَّةُ مرعاها لأنها ترعى أعشابَ البَرِّ الحارةَ، كالشِّيحِ، والقَيْصُوم، ونحوهما، وهذه النباتاتُ إذا تغذَّى بها الحيوانُ، صار في لحمه من طبعِها بعد أن يُلَطِّفَها تغذيةً بها، ويُكسبها مزاجاً ألطَفَ منها، ولا سيما الألية، وظهورُ فعل هذه النباتاتِ فى اللَّبن أقوى منه في اللَّحم، ولكنَّ الخاصيةَ التي في الألية من الإنضاج والتَّلْيِين لا تُوجد في اللَّبن.
علاج عرق النسا بالكي :
يعالج عرق النسا ايضا بالكي وهو من الطرق القديمة جدا في العلاج، واذا ما تم العلاج بالكي بايدي خبير متمرس يعرف اين مواضع الكي فانه يأتي بنتائج ممتازة وقد كان جدي الحاج شعبان رحمه الله تعالى يعالج هذا المرض بالكي باستخدام عصا اللوز المر باحداث حرارة عالية باحتكاكها بقاعدة صلبة حتى تصبح شديدة الحرارة فيضعها على ظهر القدم واخرى اسفل الركبة واخرى على مفصل الفخذ.
وعلى الرغم من تعدد وسائل علاج عرق النسا من كي وفصد واعشاب وزيوت طبيعية وعلاج طبيعي ومسكنات الا ان افضل واسلم وسيلة لعلاج هذا المرض هي الحجامة.
العلاج بالحجامة :
أما عن خطوات علاج عرق النسا بالحجامة وهو العلاج الذي يشمل جميع أنواع العلاجات السابقة الذكر فانه يقوم على شفط جميع الأخلاط الدموية وغيرها من تلك العروق التي تسببت في حدوث الألم، وهذه العملية تأخذ من الوقت اكثر بكثير من أي عملية حجامة أخرى ويتم استخدام ثلاثة أنواع من الحجامة في هذه العملية:
أولا حجامة جافة ثانيا حجامة متزحلقة ثالثا حجامة رطبة.
يبدأ العلاج بحجامة جافة في موضع الكاهل في الظهر ثم نتبعها بحجامة رطبة دموية في نفس الموضع وهو الذي نسميه الأساس في عملية الحجامة والتي نبدأ بها الحجامة وان كانت لأي عضو من أعضاء الجسم المصاب بأي خلل ما والمراد علاجه بالحجامة.
فالكاهل هو مصب للأخلاط الدموية في الجسم وإخراج الدم من هذا الجزء من الجسم بطريقة الحجامة يعمل على زيادة المناعة في الجسم وزيادة حيويته وقد تم تأكيد ذلك مخبريا بتحليل عناصر الدم المستخرج من الحجامة ومقارنته بالدم المستخرج عن طريق الوريد وقد وضحنا ذلك في عدد سابق من “الصحة والطب”، ثم نقوم بعمل حجامة جافة ورطبة في مواضع اسفل الظهر وهي المنطقة التي يبدأ منها الألم وتنتقل إلى العرق حتى يصل إلى القدم، وبعد هذه العملية نبدأ بعملية الحجامة المتزحلقة والتي سوف تساعدنا في تحديد موضع العرق بشكل دقيق، فنقوم بدهن منطقة الفخذ اليمنى أو اليسرى حسب الإصابة بنوع من المرطب مثل “اللوشن” ثم نضع كأس الحجامة فوق تلك المنطقة بضغط خفيف لا يزيد على ربع الضغط المستخدم في منطقة الكاهل حتى يتسنى لنا تحريك الكأس في اتجاهات مختلفة وعندما تلامس الكأس المكان المصاب فان المريض يشعر بشدة الألم عندها نقوم بزيادة شد الكأس بالضغط وسحب الهواء من الكأس كاملا ونترك الكأس في محلها ثم نتجه في نفس اتجاه الكأس الأولى إلى اسفل بكؤوس أخرى حتى يمكن أن يصل عدد الكؤوس في منطقة الفخذ إلى خمس كؤوس ثم نترك الكؤوس فترة من الزمن ثم نبدأ بالحجامة الرطبة في نفس مواضع الكؤوس التي تم تحديد موضعها بالحجامة المتزحلقة إلى أن يتم استخراج جميع الأخلاط الضارة من تلك المنطقة وسوف تلاحظ نوعية الدم المستخرج وما يحمله من تخثرات دموية ذات لون يميل إلى الأسود. ثم ننتقل إلى منطقة الساق بنفس الخطوات السابقة باستخدام الحجامة المتزحلقة حتى نصل إلى ظهر القدم وهنا أي على ظهر القدم لنا وقفة وعمل كبير نحتاج فيه إلى زيت بذر الكتان وزيت بذر الكتان من الزيوت العلاجية المشهورة على مر العصور ويعرف بعدة أسماء فيعرف بزيت البذرة الحارة والزيت الحار وله من الفوائد مالا يحصى أكلا ودهنا والحديث عنه ليس وقته الآن وسوف نستخدمه في الحجامة دهنا.
نضع كأساً على ظهر القدم بحجامة جافة لمدة خمس دقائق ثم نتبعها بحجامة رطبة دموية ونترك الكأس ثابتة في موقعها ثم نقوم بدهن الرجل كلها من بداية الفخذ إلى القدم بزيت بذر الكتان ثم نقوم بعمل مساج يأخذ طابع (العصر) من أعلى إلى اسفل القدم ونستمر في هذه العملية إلى أن يتم إخراج كل ما تبقى من أخلاط دموية ضارة في الجسم من بداية الفخذ إلى أن تتجمع على ظهر القدم التي مازالت الكأس عالقة فيها والدم يرشح من خلالها، فإذا ما امتلأت الكأس نقوم بتفريغها ثم نعيدها مرة أخرى مع عمل المساج حتى نلاحظ أن الدم قد توقف عن الرشح من على ظهر القدم. ثم نقوم بعد ذلك بعملية التنظيف والتعقيم المعروفة لكل مناطق الجسم التي تم عمل الحجامة فيها. ومن عجائب هذا العلاج أن جميع الذين أجريت لهم الحجامة لعرق النسا وبهذه الطريقة قاموا بعد انتهاء العملية بشفاء تام والشافي هو الله سبحانه وتعالى .