ما علاقة الينسون بنزلاد البرد والأنفلونزا؟

ما علاقة الينسون بنزلاد البرد والأنفلونزا؟

الخميس، 23 فبراير 2012
خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة


منذ ظهور أنفلونزا الخنازير فى الأعوام السابقة ارتبط علاج هذا المرض بثمار الينسون، وظهرت وسائل الإعلام المختلفة بوصفة للوقاية، وارتفع سعر الينسون فى العام الماضى بطريقة ملحوظة بسبب شدة الإقبال على شرائه، فما هو علاقة الينسون بالأنفلونزا وهل فعلا يقى من الأنفلونزا؟

يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، الينسون نبات ينتمى للعائلة الخيمية ويعرف الينسون بعدة أسماء فيعرف باسم "ينكون" و"كمون حلو"، وفى المغرب يسمونه "الحبة الحلوة"، ونظرا لصغر حجمها يطلق عليها العطارين "بذرة"، ولكن الحقيقة أن هذا الجزء الذى يتداول فى الأسواق هو الثمرة، وليس البذرة، وتحتوى ثمرة الينسون على زيت طيار، والمكونات الرئيسية لهذا الزيت هو مركب الانيثول وانايس ألدهيد، كما يحتوى على فلافونيدات ومن أهمها أبجنين.


وقد احتل الينسون مكانة فى الطب القديم، فجاء الينسون فى بردية أيبرز الفرعونية كشراب لعلاج آلام واضطرابات المعدة، واستخدمه المصريون القدماء كطارد للغازات وغسول للفم وعلاج لآلام اللثة والأسنان.


ويذكر أن الينسون يطرد الرياح ويزيل الصداع وآلام الصدر وضيق التنفس والسعال المزمن. كما كان أبقراط، شيخ الأطباء، يوصى بتناول هذا النبات لتخليص الجهاز التنفسى من المواد المخاطية وفى أمريكا الوسطى كانت المرضعات يتناولن الينسون لإدرار اللبن.


أما فى الطب الحديث أثبتت الأبحاث أن الزيت الطيار فى الينسون له تأثير قوى فى حالات السعال وطرد البلغم عن طريق تنشيط الأهداب التى تطرد البلغم من الجهاز التنفسى، علاوة على التأثير القوى للزيت الطيار كمضاد للبكتريا والفيروسات. وقد أثبتت الأبحاث المدعمة بالدستور الألمانى أن للينسون القدرة على علاج نزلات البرد كما أكد علماء العلاج بالروائح – Aromatherapy- أن الزيت الطيار للينسون له تأثير مهدئ للأعصاب عند استنشاق رائحته بعد تخفيفه.


وبالرغم من احتواء نباتات كثيرة على زيوت طيارة مشابهة فى التركيب لزيت الينسون، ولكن الذى ربط بين الينسون فقط والأنفلونزا هو طريقة تحضير عقار تاميفلو الفعال فى علاج الأنفلونزا والذى شاع صيته بعد ظهور أنفلونزا الخنازير فهو يتم تحضيره من مادة تسمى شيكميك يتم فصلها من نوع ثانى ونبات مختلف تماما عن الينسون المعتاد يسمى الينسون ألنجمى الصينى -Chinese Star Anise- وهذا النبات ينتمى لعائلة مختلفة عن العائلة الخيمية التى ينتمى لها الينسون المعتاد.


وقد أطلق على هذا النبات هذا الاسم لشكله النجمى كما أطلق عليه ينسون لرائحته المشابهة لحد كبير لرائحة الينسون العادى لاحتوائه أيضا على مادة الأنيثول المسئولة عن الرائحة المميزة للينسون العادى.


وجدير بالذكر أن هناك ينسون نجمى آخر يسمى الينسون النجمى اليابانى -Japanese Star Anise- وهو شديد الشبه فى الشكل للينسون النجمى الصينى، ولكن يحتوى على مواد شديدة السمية، فالحذر كل الحذر من شراء الينسون النجمى الصينى من مصادر غير موثوق فيها حتى لا يكون مغشوشا بالينسون النجمى اليابانى مما يعرض صحتنا وحياتنا للخطر.


عودة للينسون المعتاد وطريقة استخدامه للعلاج والوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا يفضل أن يضاف الماء المغلى لثمار الينسون وأوراق الزعتر، وقليل من الجنزبيل ويغطى الكوب لمدة 5 دقائق، كما يفضل تحليته بعسل النحل ويشرب دافئا وهذا الخليط له صفات قاتلة للميكروبات وطارده للبلغم ومنشطة لجهاز المناعة مع تنشيط الدورة الدموية.


ويجب توخى الحذر من استخدام الخليط السابق أثناء الحمل كما يفضل عدم الإكثار من تناول الينسون للرجال لتأثيره السلبى على هرمونات الذكورة عند تناوله بجرعات كبيرة.