كيــــــــــف أربــــي أبنــــــــائي ؟


في جلسة واحدة تستطيع أن تصطاد عشرات المواقف التربوية الخاطئة .. أوحى إلي بعضها بكتابة هذا الموضوع الذي يعبر عن وجهة نظر شخصية لا أكثر ، سأطرح ما لدي ، وآمل أن أرى ما لديكم ..

الأبوان أول قدوة لأبنائهما في الحياة ، والابن لابد متخذ قدوة له في حياته فإن لم يكونا فغيرهما ، ولا يوجد أبوان عاقلان يرغبان في أن يصنع أبناءهما غيرهما .. وإذا كانت القدوة هي الشخصية المشارفة على الكمال ؛ فإن على الأبوين أن يحاولا بلوغ هذه المرتبة ما استطاعا إلى ذلك سبيلا ، وسيقعان في الزلل لا محالة ، غير أنهما بوقوعهما فيه يصنعان درساً في التربية أيضاً ؛ فحين يخطئ الأب يعود أدراجه ليعتذر ، وحين يكون الصغير محقا وتدرك الأم أن الصواب معه وأنها المخطئة تقولها بصراحة : أنت المحق لا أنا .. وأبلغ الدروس ما كان عملياً بعيدا عن التنظير الذي قد يدخله الزيف والخلط .
ليس شيء أضر على نفسية الطفل من السخرية به ، والتندر بحديثه ، أو طريقة كلامه لا سيما إذا كان ذا مشكلة في النطق كالتأتأة أو اللثغة ، فهو كفيل بقتل ثقته بنفسه ، وسبب قوي في جعله شخصا غير قادر على مواجهة الآخرين ، وغير قادر على التعبير عن نفسه بصراحة .
والواجب إشعاره بالاحترام ، والإنصات لحديثه ولو كان طلاسما بلا مترجم ، والإجابة عن تساؤلاته مهما بدت تافهة أو محرجة ؛ لأن ذلك
يجب أن يحمِّل الأبوان الطفل جزءا من المسؤولية ، وأن يكلفاه بما بتناسب مع سنه من الأعمال ؛ لا لأن هذا سيخفف عنهما ثقلا ؛ ولكن لأنه سبيل إلى تربية صحيحة .
فحين يكون الأب مع ابنه في مركز تجاري - مثلا - فجميل منه أن يكلف الصغير بدفع النقود للمحاسب ..
أمر سهل .. وبالرغم من ذلك ؛ فإن له بالغ الأثر على نفسية الطفل ، لا سيما إذا أشعر بأنه لم يكلف بهذا إلا لأنه قادر على أداء المسؤولية ، ولك أن تتبسم تبسم المعجب وأنت ترى طفلك مزهوا بوضعه يحاكي شخصيتك ، ويتحدث حديثك ، وربما خيل إليه أنك ولده فطلب منك مفتاح السيارة ليمتعك بقيادة مريحة ، فإن طلب فلا تعطه ؛ لأنه سيعانق أول عمود كهرباء يقابله !
الأبناء بحاجة إلى الاحتواء ، وإلى الشعور بالأمن لا سيما في مراحل الطفولة الأولى ، والأبوان هما مصدر الأمن والقوة ، ومتى ما شعر الأبناء بذلك استقرت أنفسهم ، وصلحت .. ومن أكبر الخطأ أن تهتز هذه الصورة في أعينهم ، وما أكثر ما تهتز !
خذ هذا المثال .. حين يلحّ الابن على أمه لتأذن له بفعل معين ، وتضيق هي ذرعا بهذا ؛ فإن أسهل أسلوب يمكنها أن تستعمله لتسكت ضجيجه أن تقول : إن أذنت لك فسيضربك فلان ، أو فسيضربني !
وهو أسلوب فاشل ؛ لأنه يوحي بالخوف والضعف ، فلا يرى الابن مبررا للمنع هنا غير الضرب ، وهو سبب هش يبني نفسية عوجاء .. ستهتز قناعته الأولى وتحل أخرى : إذا كان فلان سيضربني فلم لا تكونين ملاذي وأنت أمي ، وإذا كان سيضربك فلم تكونين ضعيفة وأنت أم ؟!
وأرى أن إيضاح السبب مطابقا للواقع هو الأسلوب الصحيح ؛ فإذا كان يريد الخروج من المنزل في وقت غير مناسب - مثلا - فإنه يُقنع بأن وقت الخروج غير مناسب ، وأنه لهذا السبب فقط مُنع من الخروج ، وبهذا يتربى على ألا ينظر إلى فلان أو علان حينما يقدم على أمر أو يحجم عنه ، وإنما ينظر إلى الفعل ذاته ومدى مناسبته لوضعه هو ، ويبقى الأبوان مع هذا محافظين على الصورة التي ينبغي أن يكونا عليها ، أعني يبقيان مصدر أمن وقوة .

**************************************************************************
كثيرا ما يغفل الأبوان عن الشعور الدافئ ، والكلمة العذبة الرقيقة ، وبقدر هذه الغفلة تكون حاجة الأبناء الماسة للعاطفة الأبوية الصادقة ، ولا يوجد أبوان على وجه هذه البسيطة جادبا القلب ، ناضبا العاطفة ، ولكنهما لا يباليان بإظهارها ، أو يخفيانها لأي سبب ولو كان تكاتفاً مع البيئة القاحلة ! حتى إنه ليندر أن تسمع أحدهما يصرح لابنه وقد تجاوز مراحل الطفولة الأولى : إني أحبك .. أو يمسح رأسه ، أو يربت على كتفه ، أو يقبله .
والسؤال لماذا ؟ هل العاطفة الأبوية محدودة بسنوات الطفولة الأولى ؟ بالطبع لا ؛ فنحن نرى مشاعر الأم حين يطرح المرضُ ابنها ولو كان كبيرا ، ونراها في لحظات الفراق ، وفي مواضع أخرى .. ولكن التعبير عنها أشبه ما يكون ببيضة الديك !

وإن كنت أرى أن عهد الجفاف قد تصرم ، وصار آباء اليوم أكثر وعياً وإدراكاً منهم بالأمس .


إشعار الابن بالثقة به مع مراقبته من طرف خفي ، لا سيما في مرحلة المراهقة ..
تشعر الأم - مثلا - بأن وضع جهاز الهاتف بين بناتها المراهقات أمر لا يهدأ له ضميرها ، فستكون مخطئة إن سلكت الطريق القصير ؛ فنزعت الجهاز وأحكمت عليه الأقفال ، لكنها ستكون مصيبة حين تروي في جلسة عائلية قصصا تقدِّم على ضوئها درسا ناجحا في خطورة الأمر ، تصل من خلاله إلى إقناعهن ، ثم تصرح بعبارة الواثق بأنهن أرفع قدرا ، وأقوم سلوكا ، وتؤكد بأن ذرة من شك لن تداخلها في انحرافهن إلى وجهة غير صائبة إذا ما وضعت الجهاز بين أيديهن.. ومع هذا فإنها لا تغمض عين الرقيب ، ولا تفتر عن المراقبة عن بُعد .
وهذه متممة لما قبلها .. استعمال أسلوب الإقناع ؛ لتربية الضمير لدى الابن حتى إذا غفل الوالدان استيقظ الضمير وعمل عمل المربي ، فالتربية بالعسف لا تنتج ، وسالك هذا الطريق لن يجني شيئا إلا إذا كان سيجني من الشوك العنب ، وقصص الواقع المشاهد تثبت هذا ..
أحدهم لا يستعمل غير العصا ليأمر أبناءه بالصلاة ، وآخر يقبل مهددا ويدبر متوعدا ليبعد ابنه عن رفيق السوء ، وثالث يحرم على ابنته استعمال الهاتف ولو كانت تهاتف صديقتها بين أهلها .. فماذا كانت النتيجة ؟

لقد قضى الأب نحبه ، وقضت معه العصا والصلاة - فعليهم جميعا رحمة الله - ، والآخر كان يُحذّر فصار يُحذّر منه ، والفتاة اندفعت إلى الممنوع اندفاع السيل الجارف يقضي على الصالح والفاسد !
تجنب الأساليب التي تزرع الغِيرة والحقد والكراهية في نفوس الأبناء ، ومنها التفريق بين الأبناء ، وعدم العدل بينهم ..
عرفتني الأيام بفتاة لم أر أغير منها ، فلم أمار في أن وراء هذا السلوك خللا في التربية ، وصدّقتْ الأيامُ هذا ؛ فإذا هي شقيقة لأخ هو أول مولود ذكر لأبويها ليس بينهما من العمر شيء كأنهما توأمان ، وإذا هو الأول في البيت والآخر ، والآمر والناهي ، وهو الصادق ولو كان أكذب من مسيلمة ، وفعله الصواب ولو كان الصواب بريئا منه !
الاهتمام الزائد وغير العادل خطأ ، والتفريق بينهما لاختلاف الجنس أكبر الخطأ .. لقد صيرتها هذه التربية الفاشلة فتاة تحمل الحقد كله على أخيها ، والغيرة من كل شيء حتى من نفسها !
سبب لزرع الشعور بالتقدير والقبول و الثقة في نفسه .




في جلسة واحدة تستطيع أن تصطاد عشرات المواقف التربوية الخاطئة .. أوحى إلي بعضها بكتابة هذا الموضوع الذي يعبر عن وجهة نظر شخصية لا أكثر ، سأطرح ما لدي ، وآمل أن أرى ما لديكم ..

الأبوان أول قدوة لأبنائهما في الحياة ، والابن لابد متخذ قدوة له في حياته فإن لم يكونا فغيرهما ، ولا يوجد أبوان عاقلان يرغبان في أن يصنع أبناءهما غيرهما .. وإذا كانت القدوة هي الشخصية المشارفة على الكمال ؛ فإن على الأبوين أن يحاولا بلوغ هذه المرتبة ما استطاعا إلى ذلك سبيلا ، وسيقعان في الزلل لا محالة ، غير أنهما بوقوعهما فيه يصنعان درساً في التربية أيضاً ؛ فحين يخطئ الأب يعود أدراجه ليعتذر ، وحين يكون الصغير محقا وتدرك الأم أن الصواب معه وأنها المخطئة تقولها بصراحة : أنت المحق لا أنا .. وأبلغ الدروس ما كان عملياً بعيدا عن التنظير الذي قد يدخله الزيف والخلط .

ليس شيء أضر على نفسية الطفل من السخرية به ، والتندر بحديثه ، أو طريقة كلامه لا سيما إذا كان ذا مشكلة في النطق كالتأتأة أو اللثغة ، فهو كفيل بقتل ثقته بنفسه ، وسبب قوي في جعله شخصا غير قادر على مواجهة الآخرين ، وغير قادر على التعبير عن نفسه بصراحة .
والواجب إشعاره بالاحترام ، والإنصات لحديثه ولو كان طلاسما بلا مترجم ، والإجابة عن تساؤلاته مهما بدت تافهة أو محرجة ؛ لأن ذلك سبب لزرع الشعور بالتقدير والقبول و الثقة في نفسه .
يجب أن يحمِّل الأبوان الطفل جزءا من المسؤولية ، وأن يكلفاه بما بتناسب مع سنه من الأعمال ؛ لا لأن هذا سيخفف عنهما ثقلا ؛ ولكن لأنه سبيل إلى تربية صحيحة .
فحين يكون الأب مع ابنه في مركز تجاري - مثلا - فجميل منه أن يكلف الصغير بدفع النقود للمحاسب ..

أمر سهل .. وبالرغم من ذلك ؛ فإن له بالغ الأثر على نفسية الطفل ، لا سيما إذا أشعر بأنه لم يكلف بهذا إلا لأنه قادر على أداء المسؤولية ، ولك أن تتبسم تبسم المعجب وأنت ترى طفلك مزهوا بوضعه يحاكي شخصيتك ، ويتحدث حديثك ، وربما خيل إليه أنك ولده فطلب منك مفتاح السيارة ليمتعك بقيادة مريحة ، فإن طلب فلا تعطه ؛ لأنه سيعانق أول عمود كهرباء يقابله !


الأبناء بحاجة إلى الاحتواء ، وإلى الشعور بالأمن لا سيما في مراحل الطفولة الأولى ، والأبوان هما مصدر الأمن والقوة ، ومتى ما شعر الأبناء بذلك استقرت أنفسهم ، وصلحت .. ومن أكبر الخطأ أن تهتز هذه الصورة في أعينهم ، وما أكثر ما تهتز !
خذ هذا المثال .. حين يلحّ الابن على أمه لتأذن له بفعل معين ، وتضيق هي ذرعا بهذا ؛ فإن أسهل أسلوب يمكنها أن تستعمله لتسكت ضجيجه أن تقول : إن أذنت لك فسيضربك فلان ، أو فسيضربني !

وهو أسلوب فاشل ؛ لأنه يوحي بالخوف والضعف ، فلا يرى الابن مبررا للمنع هنا غير الضرب ، وهو سبب هش يبني نفسية عوجاء .. ستهتز قناعته الأولى وتحل أخرى : إذا كان فلان سيضربني فلم لا تكونين ملاذي وأنت أمي ، وإذا كان سيضربك فلم تكونين ضعيفة وأنت أم ؟!

وأرى أن إيضاح السبب مطابقا للواقع هو الأسلوب الصحيح ؛ فإذا كان يريد الخروج من المنزل في وقت غير مناسب - مثلا - فإنه يُقنع بأن وقت الخروج غير مناسب ، وأنه لهذا السبب فقط مُنع من الخروج ، وبهذا يتربى على ألا ينظر إلى فلان أو علان حينما يقدم على أمر أو يحجم عنه ، وإنما ينظر إلى الفعل ذاته ومدى مناسبته لوضعه هو ، ويبقى الأبوان مع هذا محافظين على الصورة التي ينبغي أن يكونا عليها ، أعني يبقيان مصدر أمن وقوة .


كثيرا ما يغفل الأبوان عن الشعور الدافئ ، والكلمة العذبة الرقيقة ، وبقدر هذه الغفلة تكون حاجة الأبناء الماسة للعاطفة الأبوية الصادقة ، ولا يوجد أبوان على وجه هذه البسيطة جادبا القلب ، ناضبا العاطفة ، ولكنهما لا يباليان بإظهارها ، أو يخفيانها لأي سبب ولو كان تكاتفاً مع البيئة القاحلة ! حتى إنه ليندر أن تسمع أحدهما يصرح لابنه وقد تجاوز مراحل الطفولة الأولى : إني أحبك .. أو يمسح رأسه ، أو يربت على كتفه ، أو يقبله .
والسؤال لماذا ؟ هل العاطفة الأبوية محدودة بسنوات الطفولة الأولى ؟ بالطبع لا ؛ فنحن نرى مشاعر الأم حين يطرح المرضُ ابنها ولو كان كبيرا ، ونراها في لحظات الفراق ، وفي مواضع أخرى .. ولكن التعبير عنها أشبه ما يكون ببيضة الديك !

وإن كنت أرى أن عهد الجفاف قد تصرم ، وصار آباء اليوم أكثر وعياً وإدراكاً منهم بالأمس .


إشعار الابن بالثقة به مع مراقبته من طرف خفي ، لا سيما في مرحلة المراهقة ..
تشعر الأم - مثلا - بأن وضع جهاز الهاتف بين بناتها المراهقات أمر لا يهدأ له ضميرها ، فستكون مخطئة إن سلكت الطريق القصير ؛ فنزعت الجهاز وأحكمت عليه الأقفال ، لكنها ستكون مصيبة حين تروي في جلسة عائلية قصصا تقدِّم على ضوئها درسا ناجحا في خطورة الأمر ، تصل من خلاله إلى إقناعهن ، ثم تصرح بعبارة الواثق بأنهن أرفع قدرا ، وأقوم سلوكا ، وتؤكد بأن ذرة من شك لن تداخلها في انحرافهن إلى وجهة غير صائبة إذا ما وضعت الجهاز بين أيديهن.. ومع هذا فإنها لا تغمض عين الرقيب ، ولا تفتر عن المراقبة عن بُعد .

وهذه متممة لما قبلها .. استعمال أسلوب الإقناع ؛ لتربية الضمير لدى الابن حتى إذا غفل الوالدان استيقظ الضمير وعمل عمل المربي ، فالتربية بالعسف لا تنتج ، وسالك هذا الطريق لن يجني شيئا إلا إذا كان سيجني من الشوك العنب ، وقصص الواقع المشاهد تثبت هذا ..
أحدهم لا يستعمل غير العصا ليأمر أبناءه بالصلاة ، وآخر يقبل مهددا ويدبر متوعدا ليبعد ابنه عن رفيق السوء ، وثالث يحرم على ابنته استعمال الهاتف ولو كانت تهاتف صديقتها بين أهلها .. فماذا كانت النتيجة ؟

لقد قضى الأب نحبه ، وقضت معه العصا والصلاة - فعليهم جميعا رحمة الله - ، والآخر كان يُحذّر فصار يُحذّر منه ، والفتاة اندفعت إلى الممنوع اندفاع السيل الجارف يقضي على الصالح والفاسد !

تجنب الأساليب التي تزرع الغِيرة والحقد والكراهية في نفوس الأبناء ، ومنها التفريق بين الأبناء ، وعدم العدل بينهم ..
عرفتني الأيام بفتاة لم أر أغير منها ، فلم أمار في أن وراء هذا السلوك خللا في التربية ، وصدّقتْ الأيامُ هذا ؛ فإذا هي شقيقة لأخ هو أول مولود ذكر لأبويها ليس بينهما من العمر شيء كأنهما توأمان ، وإذا هو الأول في البيت والآخر ، والآمر والناهي ، وهو الصادق ولو كان أكذب من مسيلمة ، وفعله الصواب ولو كان الصواب بريئا منه !

الاهتمام الزائد وغير العادل خطأ ، والتفريق بينهما لاختلاف الجنس أكبر الخطأ .. لقد صيرتها هذه التربية الفاشلة فتاة تحمل الحقد كله على أخيها ، والغيرة من كل شيء حتى من نفسها !
ترك أسلوب المقارنة بين الأبناء ، أو بين الابن وأقرانه ، فإن استعمال هذا الأسلوب سيودع في نفس الابن أحد أمرين : إما أن يشعر بالنقص ، أو أن يشعر بالكبر والغرور ، وكلاهما خطأ .
يحفز الأبوان ابنهما على فعل معين ثم يربط الأمر بفلان أو فلانة " افعل كذا .. ألا ترى فلانا كيف يفعل " ، أو " لا تفعل كذا .. فهذا فلان لا يفعل " ، " وكن أفضل من فلان " ، " وفلان أفضل منك يفعل كذا " وأرى أنه أسلوب غير قويم ، ما لم تكن الشخصية قدوة فعلا كشخصية الرسول – عليه الصلاة والسلام – مثلا .
والأصح أن يحفز إلى الفعل مع ذكر ما في الفعل نفسه من فائدة ، أو ينهى عن آخر مع بيان ما فيه من مضرة دون ربط الأمر بأحد من الأشخاص .
يبالغ بعض الآباء في تضخيم شأن الابن ، فيصفانه بكل حسنة ، ويبرءانه من كل سيئة ، فينشأ الابن طاووسا ؛ إذا نظر إلى غيره نظر إليه بنصف عين ، وإذا تحدث معه فكأنما يسدي إليه معروفا ، وإذا تجاوز الطفولة ونفض غبار الوهم وعركته الحياة عاش كارها للبشر حاقدا ... ويبالغ آخرون في الحط من شأن أبنائهم ، وتحطيمهم ، وإلصاق كل نقيصة بهم ، فينشأ الابن باخسا نفسه لا ينظر إليها بإنصاف أبدا ، إمعة ؛ قوله قول غيره ، إن أحسن الناس أحسن ، وإن أساؤوا أساء ، ولو صعد إلى الجوزاء لخُيّل إليه أنه ما زال يرتع في السفح !
ولا تَغلُ في شيءٍ من الأمر واقتصدْ *** كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
خير الأمور الوسط .. يربى الابن على أنه – كغيره – له ما له ، وعليه ما عليه ، فيشجع على ما كان له ، وينبه إلى ما كان عليه مع سعي إلى التقويم .. وبهذا تكون نظرته إلى نفسه وإلى من حوله نظرة منصفة لا يعتريها البخس أبدا


تحياتى لكم ..وارجو ان اكون افتكم..