الزهايمر.. حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ وتؤدي إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ، كما يصيب الجسم المسئول عن التفكير والذاكرة واللغة، وغالباً ما يحدث للأشخاص فوق سن الستين، ولكنه يمكن أن يصيب أشخاص في سن الأربعين، وقد يتسبب في أمراض أخرى ( اختلال العقل) وانخفاض القدرات العقلية لكبار السن.
وتقدر أعداد المصابين بالمرض في مصر بنحو 300 ألف حالة، حيث تبلغ نسبة السكان فوق سن الستين حالياً 5%، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 8% عام 2015.
وبمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر، نظمت شركة "نوفارتس" فارما مصر "ش.م.م" إحدى شركات نوفارتس السويسرية، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال تطوير المنتجات الدوائية والعلاجية، ندوة طبية حول أهمية الوعي بانتشار مرض ألزهايمر في مصر والاتجاهات العالمية الحديثة في مجال العلاج ورعاية المريض.
وقد تحدث خلال الندوة كل من الدكتور البهى رضا عميد كلية الطب جامعة الأزهر وأستاذ الأمراض العصبية والنفسية، والدكتور حمدي التلاوى وكيل كلية طب أسيوط، الدكتور أيمن يوسف أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة الإسكندرية. كما تحدث فيها الدكتور كليف بالارد، أستاذ أمراض المسنين، بكلية كينجز في بريطانيا، والدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس.
وقد استعرضت الندوة أهمية ودور "الشريطة اللاصقة" التي يتم لصقها على الجلد، في مساعدة المرضى على مواجهة المرض، لما تتمتع به من مميزات علمية في مقابل الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم. كما استعرضت الندوة نتائج الدراسات الخاصة بـ الشريطة اللاصقة"، حيث أجمع 70% ممن شاركوا في تلك الدراسات ممن يقومون برعاية مرضى الزهايمر على تفضيلهم إياها في مقابل الأقراص وغيرها.
وقد دعت نوفارتس إلى ضرورة الاستعداد لمواجهة الزيادة المضطردة في أعداد مرضى ألزهايمر، عبر نشر الوعي بالمرض وأعراضه المختلفة وتأثيره السلبي ليس على المريض فقط بل أيضاً على المحيطين به وبصفة خاصة هؤلاء الذين يقومون برعايته، وبالتالي الآثار السلبية على المجتمع ككل من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانبه، أكد الدكتور كليف بالارد، أستاذ أمراض المسنين، بكلية كينجز في بريطانيا، أنه في مقابل الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، فإن "الشريطة اللاصقة" تتميز بأنها تقدم خدمة علاجية للمريض على مدى الـ24 ساعة، كما أنها تحد من الأثار الجانبية للأدوية المتعددة التي يتناولها المريض، كما أنها تجعل من علاج المرض منفصلاً عن تناول الطعام والشراب، فضلاً عن أن وجود اللاصقة على جسم المريض يضمن لمن يقومون برعايته فرصة التأكد من حصوله على العلاج بالفعل.
وطالب خبراء وأساتذة الطب النفسي والعصبي في مصر، بضرورة الاستعداد لمواجهة الزيادة المتوقعة في أعداد مرضى ألزهايمر خلال الـ5 سنوات القادمة، ويحذرون من أن الأمر يتطلب إنشاء مزيد من المؤسسات الطبية سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، ولذلك لتوفير الرعاية سواء للمرضي أو للقائمين على رعايتهم من أفراد الأسرة.
وأوضح الدكتور ?أيمن يوسف?، أن معدلات الإصابة بمرض الزهايمر تتزايد في الدول المتقدمة ذات المستوي المعيشي المرتفع نتيجة تحسن الرعاية الصحية وتقدم عمر سكانها?، مشيراً إلى أن الزهايمر يرتبط بصفة أساسية بالتقدم في العمر،? ?خاصةً المرحلة العمرية فيما بعد سن الستين،? ?مؤكداً أن بعض الحالات يكون لها أصل وراثي.? ?وشدد الدكتور ?حمدي التلاوي على ضرورة توفير العلاج بالتأمين الصحي بشكل مجاني،? ?مع تزايد معدلات الإصابة بالمرض،? ?والتي تتعدي الـ300 ?ألف مريض،? ?خاصةً أن التكلفة الشهرية للعلاج لا تقل عن? ?700? ?جنيه،? ?مع ضرورة وضع الدولة لخطة لمواجهة زحف المرض. ? ويرى يوسف أن ممارسة الأنشطة الذهنية والبدنية خلال مراحل العمر المختلفة وتجنب الوزن الزائد أهم وسائل الوقاية من مرض الزهايمر لأنها تجعل المخ فى حالة تفكير واسترجاع للمعلومات يومياً. ويعتبر ضغط الدم المرتفع وتناول الأطعمة عالية الدهون عوامل خطيرة قد تساهم في ارتفاع احتمالات الإصابة بالمرضكما يرى الدكتور البهي رضا أن مراعاة الحالة النفسية للمريض تسهم في العلاج بجانب العلاج الدوائي وتعد البيئة الشرقية التي توفر للمريض الحب والرعاية من أهم طرق التي تساهم في مساعدة المريض على مواجهة المرض، وأكد على ضرورة تهيئة أجواء مساعدة للمريض مثل التهوية الجيدة، و?دخول الشمس الغرف صباحاً،? ?والإضاءة الجيدة كلها تساهم في التهدئة من روع المريض، كما أن الطبطبة وتدليك اليد بالزيوت العطرة يحسن من نفسيته،? ?والجلوس معه،? ?ومشاهدة الصور، وسماع الأغاني القديمة التي يحبها تحسن من ذاكرته أيضاً.
وأكد رضا أن زيارات الأقارب والأصحاب والعائلة بانتظام وكذلك حل الكلمات المتقاطعة? هي من العوامل التي تساهم في تحسين حالة المريض.?