هل هناك خطر من إجراء عمليات تجميل للمراهقين؟

الأربعاء، 26 يناير 2011 - 
 أرشيفية
أرسلت منيرة عبد الغفار تقول، ابنتى تبلغ من العمر (15 عاماً)، أى أنها تمر بمرحلة المراهقة، وهى تريد إجراء عملية تجميل فى أنفها لأنها تراه كبيراً، وتشعر أن الناس يسخرون منها بسببه، وهذا يؤثر عليها نفسيا، فما الرأى الطبى الصحيح فى هذا الموضوع؟
وتجيب على هذا التساؤل الدكتورة لميس على الراعى، أستاذ الطب النفسى ورئيس وحدة الطب النفسى للمراهقين بكلية الطب بجامعة القاهرة قائلة:
هناك نوعان من عمليات التجميل:
1ـ عمليات تجميل اصلاحية مثل عملية الشفاه الارنبية او عمليات التجميل بعد الحوادث والحروق.2ـ عمليات تجميل لتحسين الشكل.
الأولى متفق عليها لضرورتها الصحية، أما الثانية فهناك اختلاف كبير عليها.
وأشهر هذه العمليات عملية إصلاح الأنف، وعملية تكبير أو تصغير الصدر، وعملية شفط الدهون. ومن المتفق عليه عدم إجراء عملية تجميل لتحسين الشكل قبل سن الـ18 سنة، خاصة عملية تكبير الصدر، لأنه من المنتظر أن ينمو الصدر حتى هذا السن.
ومن الواجب قبل إجراء أى عملية تجميل، القيام بفحص نفسى شامل لأنه يوجد مرض نفسى يسمى باضطراب التشوه الوهمى للجسد Body Dysmorphic Disorder يشعر فيه المريض أن جزءاً من جسمه مشوه رغم تأكيد الآخرين أنه طبيعى، ويذهب بصورة متكررة لأطباء التجميل مطالباً بإصلاح هذا العيب المتخيل، ولكن الأطباء يرفضون ذلك.

ومن المعروف أيضا أن هناك مرضاً نفسياً يسمى اضطراب إدمان عمليات التجميل يؤدى لإجراء عمليات متتالية فى أماكن متعددة من الجسم، وفى أحيان كثيرة لا يرضى الشخص عن نتيجة العملية، وقد يفزع من منظره بعدها لدرجة الاكتئاب، وقد يضطر لإعادتها عدة مرات حتى يرضى عن شكله.

ومن المستحب أن يكون قرار إجراء عملية تجميل للمراهقين، فى حالة وجود ضرورة ملحة، ويكون قرارا مشترك للطبيب النفسى، وجراح التجميل بعد موافقة المراهق وأهله، نظرا لطبيعة مرحلة المراهقة التى يميل فيها المراهقون لتقليد ما يرونه فى وسائل الإعلام من أشكال من الجمال قد لا تناسبهم.

وأيضا فى هذه المرحلة تقل ثقة الشخص فى نفسه، ويجسم أى عيب بسيط ويشعر أنه محط اهتمام الناس وتركيزهم على عيوبه وسخريتهم منها.

لذا، فبالنسبة للابنة التى تشعر أن الناس يسخرون منها بسبب أنفها، يجب أن ننمى ثقتها فى نفسها التى تنبع من مواهبها، وتفوقها فى الدراسة أو فى الهوايات.
وأن نلفت نظرها إلى أن الكثير من نجمات السينما لو نظرنا إلى وجوههن لوجدنا عيوباً، وأن الجمال ينبع من تناسق الملامح ككل، وأنه كثيرا ما يضفى صفاء النفس الداخلى جمالاً على الوجه.

أما إذا استمرت على شكواها فيجب أن ننتظر حتى سن 18 سنة، ثم نشاور الطبيب النفسى والجراح فى ضرورة العملية.