تقول باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد إن تقبل طرفى العلاقة
العاطفية بعضهما لبعض مرحلة تتخطى القبول، وهذه المرحلة عبارة عن رؤية كل
طرف ما لا يعجبه فى الطرف الآخر ويتقبله دون اعتراض، ويتعايش معه أيضا، ولا
يحاول تغييره، فليس من المعقول أن يكون الطرفان نسخة واحدة متشابهة كى
يتآلفا ويعيشا سويا وينشأ بينهما الحب، أو أن يتوقع طرف مثلما توقع الآخر،
لأن لكل إنسان شخصيته وظروفه التى ساهمت فى تكوينه وكذلك الاختلاف فى
الخلفيات الثقافية والمعرفية لا يجعل طرفا مخطأ والآخر محقا، ولكن لابد من
توافر الاحترام المتبادل والتقبل بين الطرفين مهما اختلفا فى وجهات النظر
أو مهما تشابها واختلافا فى الطباع والشخصيات.
طرفى العلاقة العاطفية تتخطى مرحلة القبول
فإذا كان الشريكان يتقبلان بعضهما البعض ويتقبلان الفروق بينهما إذن
يتعايشان بتراض وهنيئا لهما حياتهما، ولكن إذا رفض الشريكان بعضهما البعض
وكان يجهلان الفروق بينهما، يتوقع كل منهم صفات وسلوكيات معينة فى الآخر
ولم يجدها سيتحول مجرى الحياة لجحيم ، لأن الفرد دائما سيظل ينتظر ردة فعل
معينة من الآخر والتصرف بطريقة معينة فى موقف ما وإن لم يفعل سيصاب
بالإحباط وهذا يجعله يحمل بغضا، ويؤثر سلبيا على عاطفته تجاه من يحب، إذن
فعملية التقبل أهم بكثير من القبول الذى يحدث فى بداية العلاقات.