تهيئة النفس للاختبارات:
إعـداد المكـان المناسب
على الطالب أن يهتم بالبيئة التي يدرس فيها باعتبارها عاملاً هاماً للغاية. فبعض الناس يجيد التركيز في جو يتميز بالعزلة والهدوء التام، وبعضهم بمقدوره المذاكرة في جو يشوبه صوت خفيف، ولذلك عليك أن تتعرف على ما يناسبك، وحاول أن تهيئ لنفسك مكاناً منتظماً للعمل فيه، حينما يكون ذلك ممكناً. فإذا رتبت الغرفة بحيث تستوعب كتبك وأدواتك ومعداتك، واستخدمتها بشكل منتظم، فستجد بالتالي أن دلوفك إلى هذه الغرفة سيعني الخصوصية والتحرر من كل ما يلهي عن الدراسة والتركيز. ويجب أن تتميز تلك الغرفة بالتهوية الجيدة، والإنارة الممتازة التي تجنب العين الإجهاد، والاحتواء على كل مستلزماتك وأجهزتك بحيث تكون جميعها في متناول يدك بمنتهى السهولة.
توقيت المذاكرة
حينما تشرع في إعداد خطة للمذاكرة، يحسن بك أن تختار ساعات معينة يومياً، وتلتزم بأداء عملك فيها، بحيث يصبح هوايتك المفضلة في هذا الوقت. فتشتيت الذهن بالمذاكرة في مكان ما لمدة ساعة ثم تغييره لمكان آخر لن يحقق لك النتائج المرجوة، الأمر نفسه يحدث حينما تلتزم بخطة الدراسة والمذاكرة لمدة أسبوع ثم تتناساها لأسبوعين بعد ذلك. حاول دائماً أن تكون واقعياً في أهدافك ولا تبالغ في طموحك وتطلعاتك. ويجب أن تتيح لك خطة الدراسة التي أعددتها أن تكون شخصاً اجتماعياً نشطاً تجاه الآخرين من حولك، بحيث لا تكون خطة صارمة قاسية تنسيك الاستمتاع بوقتك وتلهيك عن المشاركة في الالتزامات الأسرية أو العائلية. وعندما تستقر على ساعات معينة للمذاكرة، التزم بها إلى أن يعرف الجميع الوقت المناسب للالتقاء بك ومن ثم تتضاءل فرص حدوث أي اضطراب أو ارتباك في مواعيدك.
ذاكر صباحاً
ويتمتع الوقت الذي تختاره للدراسة والمذاكرة بأهمية كبرى. فمن الناحية النفسية، تؤكد الأدلة أن الدراسة في الصباح الباكر تفيد غالبية الطلاب أكثر من أي فترة أخرى، حيث يكون الذهن خلال فترة الصباح متيقظاً ونشطاً للغاية. على العكس من ذلك، نجد أن الفترة المسائية تعكس قدر الطاقة المبذولة طوال اليوم، بالإضافة إلى تأثير تناول الوجبات الثقيلة على المعدة والذهن، ومن ثم قد تقل الرغبة في الدراسة أو المذاكرة خلال هذه الفترة. ومع ذلك، لو خطط الطالب للعمل في الفترة المسائية، فيحسن أن يمنح نفسه قسطاً من الراحة، ومن ثم يصبح بمقدوره الجلوس للعمل بشكل أفضل، وهذه هي الطريقة المثلى للاعتياد على العمل في مثل هذا الوقت.
التركيز لا يدوم طويلا
وقد أثبتت التجربة أيضاً أنه لا يمكن الحفاظ على التركيز العقلي لفترة طويلة. ويختلف وقت التركيز من طالب إلى آخر، ويعتمد على الحدة واليقظة الذهنية لكل طالب. وتعتبر إدارة بيوت الشباب الأمريكية أن أقصى مدة عمل متصلة تصل لثلاث ساعات بالنسبة للطالب الجيد، وينخفض مستوى التركيز عند زيادة هذه المدة. وقد لاحظ علماء النفس أيضاً أن تحقيق أفضل النتائج المرغوبة في تلك الفترة يعتمد على مهارة الطالب الشخصية وقدرته على تنظيم جدول أعماله. وبمقدور الفرد إذا وجد نفسه يقرأ مقطعاً مراراً وتكراراً دون أن يستوعب أن يدرك آنذاك أنه قد فقد نقطة التركيز المثلى.
ويجد بعض الناس أن من المناسب تخصيص معظم وقتهم للمادة التي يعتبرونها صعبة. ومن الأساليب الأخرى لتنشيط التيقظ والانتباه تغيير أسلوب العمل في فترات المذاكرة الطويلة. ويمكن أيضاً تغيير فترات الحفظ القصيرة بفترات أطول من التدريب العملي.
وهناك جانب آخر لتحقيق الدراسة والمذاكرة الفعالة يتمثل في أخذ فترات راحة قصيرة بعد كل ساعة عمل. والهدف من فترة الراحة، التي لا تتجاوز خمس إلى عشر دقائق، تهدئة وإراحة الطالب بعد تجاوز حمل دراسي.
كن مرنا مع ظروفك
ويلاحظ هنا أن الدراسة أو المذاكرة المستمرة لا تناسب إلا عدداً قليلاً من الناس، ولذلك يؤكد علماء علم النفس ورجال التربية على أهمية مثل هذه الاستراحات القصيرة.
وعلى الرغم من نجاح الفرد وتميزه في تخطيط برنامج عمله، إلا أن هذا لا يمنع من وقوع بعض المشكلات التي تنشأ أحياناً، ولذلك يجب أن يتمتع الطالب بقدر من المرونة الكافية التي تتيح له التكيف مع هذه المشكلات. ويجب على الطالب ألا يستسلم بسهولة وخصوصاً في الأسابيع الأولى التي يعود فيها الفرد نفسه على عادات معينة.
وإذا ضاعت من الطالب بعض ساعات الدراسة بسبب بعض الظروف الطارئة غير المنظورة، فعليه أن يحاول جاهداً تعويض هذه الساعات ومتابعة نظام الخطة التي أعدها من جديد.