هل تضخم ثدى الطفل خطر؟

ينتقل كثير من الهرمونات من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل عن طريق المشيمة، ومن المعروف أن الأم فى خلال فترة الحمل ترتفع عندها نسبة الهرمونات فى الدم بنسب عالية جداً عن نسبتها فيما قبل الحمل، وذلك لإعداد أجهزتها المختلفة لتقبُّل المولود القادم.
والطفل المولود، سواء أكان ذكراً أم أنثى، يتأثر بهذه الهرمونات بدرجات متفاوتة ينشأ عنها كثير من المظاهر التى لا تلبث إلا وتختفى بعد الولادة مباشرة، ولكن فى بعض الحالات -ولأسباب غير معروفة حتى الآن- قد يمتد أثر هذه الهرمونات إلى فترة طويلة.
ومن المظاهر التى قد تنشأ نتيجة أثر هذه الهرمونات: 


- تضخم ثدى المولود.
- نزول إفرازات صفراء من الثدى.
- نزول لبن من ثدى المولودة الأنثى.
- نزول نقط دم من الثدى.
ففى حالة تضخُّم ثدى المولود، نلاحظ فى بعض الأطفال كما فى الصورة التالية أن ثدى الطفل متضخم فى ناحية واحدة أو ناحيتين، سواء كان المولود ذكراً أو أنثى.
وفى الغالب، فإن هذا التضخُّم سوف يزول تلقائياً دون أى تدخُّل من الأم أو الطبيب، وذلك فى خلال أسبوع أو اثنين فور زوال المؤثر الذى أدى إلى هذا التضخُّم، وهو هذه الهرمونات التى انتقلت للطفل من الأم.
ولكن فى بعض الحالات قد يكون التضخم مؤلماً بالنسبة للطفل، فيصرخ بمجرد لمس الملابس لهذا المكان، فيحتاج الطفل إلى كمّادات دافئة أو مسكن بسيط لتهدئة هذا الألم، ولكننا ننبه ونحذر من العادة السيئة والمتّبعة للأسف فى بعض القرى وهى تعصير ثدى المولود بعد الولادة لإخراج هذا اللبن الفاسد كما يعتقد الكثيرون. ذلك أن هذا التعصير يؤدى فى الغالب إلى دخول بعض الميكروبات والبكتيريا إلى داخل الثدى وحدوث التهاب الثدى، وقد يتطور الأمر إلى حدوث خُرّاج فى الثدى.
وفى بعض الحالات قد يحدث هذا الالتهاب من نفسه دون تعصير الثدى، وفى هذه الحالة فيجب عرض الطفل على إخصائى جراحة الأطفال، حيث يحتاج الطفل إلى مضادات حيوية قد تكون فى صورة حقن.
وفى حالة عدم استجابة خراج الثدى للمضادات الحيوية فقد تحتاج الطفلة إلى فتح هذا الخراج لاستخراج الصديد، ولكن يجب أن يتم ذلك على يد جراح متخصص، ذلك أن ثدى الأنثى وإن كان صغير الحجم فيما يبدو، لكنه مشروع لثدى أنثى سوف تحتاجه فى الشكل، وفى رضاعة أطفالها المقبلين، وتدمير جزء ولو يسير من هذا الثدى، سوف يؤثر سلباً عليها.
وهناك حالات أخرى قد ينزل من ثدى الأنثى نقط دم، وذلك أيضاً نتيجة تأثير هرمونات الأم على الطفلة، وهى حالة طبيعية لا تستدعى القلق، لأنها فى الغالب تزول من نفسها فى خلال أسبوعين بعد الولادة، أما إذا استمرت هذه الحالة بعد ذلك، فالطفلة سوف تحتاج إلى استشارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات، التى من أهمها عمل أشعة تليفزيونية على الحوض والبطن، وعمل تحليل لنسبة الهرمونات فى دم الطفلة.
كما يجب أن نذكر هنا حالة مرضية أخرى قد تعانى منها المولودة الأنثى، نتيجة زيادة نسبة الهرمونات هذه، وهى نزول دم أو إفرازات بيضاء من فتحة المهبل بعد الولادة مباشرة، وهذه الحالة أيضاً من الحالات العرضية التى لا تلبث ألا تزول من نفسها فى أغلب الأحيان، المهم هو عدم انزعاج الأم، وأن تصبر لمدة عشرة أيام أو أسبوعين على الأكثر، حيث تختفى هذه الأعراض فى 90% من الحالات، أما إذا استمر هذا الوضع بعد ذلك، فعلى الأم استشارة الطبيب المختص، ويجب على الأم تنظيف هذه المنطقة باستمرار بالماء والصابون، أو أى مطهر خفيف.