شبيه مبارك مستعد لتهريبة


دينا دياب منذ 1 ساعة 2 دقيقة
هو واحد من الناس، وإن كان يختلف في كونه أقرب الناس شبها للرئيس المخلوع حسني مبارك.. يحاول أن يمشى بلا ظل يُرى أو خطى مسموعة.. على أكتافه هموم تلوى الاعناق وفى صدرة مساحة كى يحوم فيها طائر الأمل.. ولكنه فى كل الأحوال يعيش حزينا..
وكأن الهم جزءا من ملامحه التى قد تدفعه الى شهرة بلا حدود وربما تدفعه الى الاختفاء عن العيون فى اوقات كثيرة.. أمام ضيق الحال وخشونة العيش..
فكر مدحت أبوالعز كثيرا أن يحل محل الرئيس المخلوع فى القفص.. ليس شجاعة منه او هياما فى حب مبارك، لكنه سعيا وراء وسيلة لكسب الرزق كى يلبى طلبات أسرته التى تعيش كباقى الاسر المصرية فى قسوة الاحتياج.
< سألته: سمات وملامح الانسان فى اوقات كثيرة ربما تكون نعمة وربما تكون لعنة.. كيف ترى ملامحك؟
- الشبه الكبير بينى وبين الرئيس السابق حسنى مبارك كان قبل ثورة يناير أمر عادي غير مؤثر على حياتى. فقط الناس تشاور على فى الشارع وتقول شبيه مبارك واحيانا يدققون النظر ويتخيلون اننى هو، لكن بعد التنحى اصبحت نعمة ونقمة فى نفس الوقت، الناس اهتمت بشخصيتى وأصبح يعرض علىّ اعمال سينمائية لتجسيد دوره فى افلام او مسلسلات لكنها اصبحت نقمة كبيرة لأن عملى كمحاسب تأثر بل وشبه انتهى نتيجة ان البعض اصبح يخاف منى ويكرهنى بسبب كراهيتهم لمبارك او يقال اننى رفعت اجرى فى مقابل عملى كمحاسب فعزفوا عنى واصبح شبهه نقمة.
< متى اكتشفت الشبه بينك وبين مبارك؟

- عندما التحقت بالجيش كنت ضابطا احتياطا اخبرنى قادتى فى الجيش اننى اشبه مبارك كثيرا فى شبابه حتى أننى عندما ارتديت ملابس القوات المسلحة اصبحت أشبهه تماما حتى فى نظراتى.
< هل شاركت فى ثورة يناير؟

- انا لم افكر فى النزول لميدان التحرير خوفا من المتظاهرين لأنهم سيتخيلون اننى سعيد لأننى شبه مبارك او يمكن ان يتخيلوا اننى مبارك فيضربونى وكنت مترددا وللأسف انا لم اشارك فى الثورة لهذا السبب رغم اننى كنت اتمنى المشاركة فيها طالما ان بها تغييرا الى الافضل وانا واحد من المظلومين فى هذه الدولة.
< لو كان عرض عليك المكوث مكان مبارك وهروبه خارج مصر بعد التنحى. هل كنت ستوافق؟

- بالطبع طالما سيعطوننى أموالا كثيرة أؤمن بها مستقبل ابنائى لا أمانع فى ذلك فليهرب مبارك خارج مصر وأنا أحاكم مكانه بشرط ألا أعدم أو أموت وفى النهاية سينكشف الأمر ويقول الناس اننى مظلوم وتم تطويعى مثل اى مواطن يمكن ان يحدث معه ذلك، وأى انسان يصل لسنى يكون كل هدفه ابناءه قبل اى شيء، ومثال على ذلك ابنى الاكبر حصل على مجموع كبير فى الثانوية العامة وقدم فى كلية الطيران وكان يحتاج الى واسطة رغم ان كل الصفات متوافرة فيه، وقتها اقترح على اقاربى ان اذهب الى قصر الرئاسة واقابل مبارك واخبره اننى على استعداد ان اجسد دوره فى اى شيء فى مقابل ذلك لكننى خفت ان ادخل الى هناك ويقتلونى.
< هل فكرت ان تجرى عملية تجميل لتقربك اكثر لشخصية مبارك؟

- بينى وبين نفسى تشابهى مع مبارك شيء «إلهي» لم أسع له ولو كنت قليل الشبه لم أكن لأفكر للحظة أن أجرى عملية تجميل لأكون شبيها له، وأنا استحرم ذلك لأن كل انسان له اكثر من شبيها، وهناك كثيرون يقلدون حركات مبارك وبعيدون الشبه عنه.
< كيف تري شخصية مبارك؟

- شخصية مبارك شخصية ديكتاتورية، لكننى لم اعرفة عن قرب وأكذب لو قلت اننى اعرف مبارك من الداخل لأن القربين منه فقط هم من يعرفون شخصيته وكل ما يكتب فى الصحف عن علاقات بين مبارك وزوجته اعتقد انه من خيال الكاتب لأنه ليس طرفا ثالثا فى الحديث فهو يشرح احداثا وقعت ويوثقها دون الاستناد لتفاصيل الشخصية.
< ما مطالبك كمواطن؟

- أن يأخذ العدل مجراه فى كل شيء سواء فى المحاكمة او حق الشباب الشهداء ويكون عدل ذا كفاءة وان تكون الرحمة فوق العدل، وأتمنى ايضا ان يعود الوضع الاقتصادى لمصر الى بر الامان وأن تتم الاستعانة بخبراء مصريين لديهم الامكانيات على انقاذ ما يمكن انقاذه لأن مصر فيها اموال كثيرة لم يحسن استخدامها.
< تقدم فيلم «أروقة القصر» وتجسد فيه شخصية مبارك.. كيف جاءت فكرة دخولك التمثيل؟

- فور التنحى فكرت أن أجسد شخصية مبارك وتوقعت أن يعرض علىّ أحد المخرجين هذا الدور نظرا للشبه، بالإضافة الى اننى احب التمثيل منذ صغرى، بعدها قرأت أحد المقالات عن تقديم فيلم عن حياة حسنى مبارك وعرضت الصحيفة صورة لشبيه له كان مقررا ان يجسد دوره، ولكن بعد الماكياج، اتصلت بالمؤلف واخبرته اننى شبيه لمبارك دون ماكياج واننى متمكن من اداء كل حركاته لأنها فى الاساس حركاتى وبالفعل تقابلنا وعندما وجدنى شبيها له رشحنى للبطولة وبالفعل قابلنى المخرج وعمل لى اختبار كاميرا بعدة اشكال واختارونى وتم تدريبى على بعض المشاهد والوقوف امام الكاميرا وبالفعل جسدت الدور فى فيلم «أروقة القصر» من تأليف أحمد مبارك واخراج احمد فتحى واعجب به كل من رآنى.
< هل واجهت أزمة فى تجسيد شخصية مبارك فى عمل فنى؟

- فى أوروبا وامريكا تقام مسابقات توك شو ليستحضروا اشباه الرؤساء والشخصيات المعروفة لكن نظرا لأننا دولة غير ديمقراطية لا يمكن ان تفعل ذلك بمعنى ان فيلم «معلش احنا بنتبهدل» استعانوا بشبيه بوش لكن لو حدث ذلك لبرنامج مصرى طرح مسابقة لشبيه مبارك لقتلوهم لأن بلدنا ليس بها ديمقراطية والنظام غير محب للفن والعواقب من الممكن ان تكون وخيمة لو علم مبارك بشخصيتى من قبل لكن الآن اصبح هناك ديمقراطية ولم اجد اى مشكلة فى تجسيدى للشخصية.
< هل تخوفت من ملاحقتك قانونيا من أسرة مبارك؟

- الفيلم لم يقدم عن مبارك لكننا نوثق جزءا من تاريخ مصر لذلك فشخصية مبارك بالنسبة لنا شخصية عامة، ونحن فى الفيلم لا نشكر فى الشخصية ولا نذم فيها وما حدث انه واحد من الناس وهو مثل فيلم «ناصر »56 او فيلم «السادات» ولم يأخذ مخرجو هذه الافلام إذن أسر الرؤساء لأننا لا نتعرض لمواقف شخصية بقدر الحديث عن وقائع تاريخية.