هل يُمكن إنقاذ الحياة الزوجية من الضياع؟!!
أحد أسباب فشل العلاقة الزوجية هي عدم القدرة على التعايش مع آخر
الحياة الزوجية يفترض فيها أنها أبدية، وأبدية هنا لا تعني استمرارها فقط في حياة الزوجين؛ بل تعني أيضا امتدادها في الحياة الآخرة بشكل أكثر روعة وإمتاعا في حالة كونهما زوجين وفيين مخلصين صالحين.
ولكن مع الأسف يحدث في بعض الأحيان خلل في منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة في أحد الزوجين أو كليهما، ولكي نتجنّب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض أهم أسباب ذلك الفشل:
أسباب شخصية:
1- اضطراب شخصية أحد الزوجين أو كليهما، وتتعدد الشخصيات المضطربة إلى:
- الشخصية الغيورة، المستبدة والشكاكة.
- الشخصية النرجسية (المتمركز حول ذاته، الأناني).
- الشخصية السيكوباتية (الكذّاب، المحتال، المخادع، الذي لا يلتزم بعهد ولا يفي بوعد).
- الشخصية الهستيرية (الدرامية، الاستعراضية، الزائفة، السطحية، التي تجيد تمثيل العواطف رغم برودها العاطفي، وتجيد الإغواء الجنسي رغم برودها الجنسي).
- الشخصية الوسواسية (المدقق، الحريص بشدّة على النظام، العنيد).
- الشخصية الحدية (شديد التقلّب في آرائه وعلاقاته ومشاعره، سريع الثورة، كثير الاندفاع).
- الشخصية الاعتمادية السلبية (الضعيف، السلبي، الاعتمادي).
- الشخصية الاكتئابية (الحزين، المهموم، المنهزم، اليائس).
2- عدم التوافق قد يكون كل من الزوجين سويّا في حدّ ذاته، ولكنه في هذه العلاقة الثنائية يبدو سيّئا، وكأن هذه العلاقة وهذه الظروف تخرج منه أسوأ ما فيه.
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة إيجابية وسلبية، وهؤلاء يفشلون في رؤية إيجابيات الشريك؛ لأنهم مشغولون بسلبياته ونقائصه.
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الآخر.
5- عدم القدرة على التعايش مع آخر؛ فهناك أفراد أدمنوا العيش وحدهم، وهم لا يتحمّلون وجود آخر في حياتهم، فهم يعشقون الوحدة لذلك يفشلون في حياتهم الزوجية، ويهربون منها في أقرب فرصة متاحة.
6- العناد؛ حيث يصعب تجاوز أي موقف أو أي أزمة، فهذا يجهد الطرف الآخر، ويجعل حياته جحيما.
والحقيقة أن هذه الأسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص في هذه الأيام؛ نظرا لما يرتديه الناس من أقنعة تُخفي حقيقتهم.
أسباب عاطفية:
- غياب الحب.
- الغيرة الشديدة.
- الشكّ.
- الرغبة في التملّك.
أسباب عائلية:
- التدخّل المفرط من إحدى أو كلتا العائلتين؛ ذلك التدخّل الذي ينتهك صفة الخصوصية والثنائية في العلاقة الزوجية.
- تأخّر الفطام العائلي لأحد الطرفين؛ وهذا يجعل الزوج والزوجة شديدَي الارتباط والاعتماد على أسرة المنشأ.
- وجود حالات طلاق في العائلة، وهذا يسهّل اتخاذ قرار الطلاق، ويجعل الهجر سهلا، ويُؤكّد أن الحياة بدون شريك ممكنة.
أسباب دينية:
- عدم فهم وإدراك قداسة العلاقة الزوجية.
- غياب مفاهيم السكن والمودّة والرحمة من الحياة الزوجية.
- عدم وضوح دور الرجل والمرأة وواجباتهما في العلاقة الزوجية.
- سوء استغلال مفهوم القوامة؛ فبعض الرجال يراها تحكّما واستعبادا وانتقاصا من حرية المرأة وانتهاكا لكرامتها، في حين أن القوامة في مفهومها الصحيح هي قيادة حكيمة ورعاية مسئولة.
- غياب مفهومي الصبر والرضا.
- عدم القدرة على التسامح.
أسباب اقتصادية:
- الضغوط المادية الخانقة.
- الفقر الشديد أو الغنى الفاحش؛ فكلاهما يُؤدّيان إلى حالة من عدم التوازن النفسي لدى أحد الطرفين أو كليهما، خاصة في حالة عدم النضج، وعدم القدرة على التواؤم مع النقص الشديد أو الزيادة الشديدة في المال.
فشل أو اضطراب العلاقة الجنسية:
ومن العلامات المبكّرة للفشل:
1- الإحساس السلبي بالآخر، وذلك يبدو في صورة عدم الارتياح في وجوده، وتمنّي البعد عنه قدر الإمكان.
2- المشاحنات والخلافات المتكررة أو المستمرّة.
3- فقد أو جفاف الإحساس بالآخر، وكأنه غير موجود.
ولكن أعزّائي القرّاء لم يفُت الأوان بعدُ؛ فما زالت هناك طرق ومحاولات للإنقاذ؛ وهي:
1- محاولات يقوم بها الطرفان حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما، يجلسان سويّا ليتدبّرا أسباب ذلك دون أن يُلقي أيّهما المسئولية على الآخر. وهذا الحل ينجح في حالة نضج الطرفين نضجا كافيا، وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية، وإعادتها إلى مسارها الصحيح دون تدخّل أطراف خارجية.
2- دخول طرف ثالث من أحد الأسرتين أو كليهما، استشارة زواجية، علاج زواجي أو عائلي. ودخول الطرف الثالث يُصبح ضروريا في حالة إصرار أو عناد أحد الطرفين أو كليهما، وفي حالة تفاقم المشكلة بما يستدعي جهودا خارجية لاستعادة التناغم في الحياة الزوجية بعد إحداث تغييرات في مواقف الطرفين من خلال إقناع أو ضغط أو ضمانات خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الآخر.
3- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره؛ وذلك بتجنّب استخدام العبارات الجارحة أو التهديد أو كشف الأسرار الزوجية.
4- تجنّب استخدام الأبناء كأدوات في الصراع لليّ الذراع، أو الضغط على الطرف الآخر.
5- التنبّه للتدخّلات العائلية المتحيّزة، أو ذات المصلحة في الانفصال.
6- الكف عن الانتقاد أو اللوم المتبادل؛ فهما يقتلان أي عاطفة جميلة.
7- العلاقة بالحواس الخمس، وذلك بتنشيط كل وسائل ومستويات الإمتاع والاستمتاع بين الزوجين؛ بحيث لا نترك حاسّة إلا وتأخذ حقّها لدى الطرفين حبا وفرحا وطربا.
8- العلاقة بكل اللغات الممكنة؛ من الكلمة الطيبة، إلى الغزل الرقيق، إلى النظرة المحبة الودودة، إلى اللمسة الرقيقة، إلى الحضن الدافئ، إلى العلاقة المشبعة، إلى نظرة الشكر والامتنان، إلى الهدية المعبرة، إلى النوايا والأمنيات البريئة والجميلة.