ادمان الإنترنت يؤدى للعزلة والاكتئاب


ادمان الإنترنت يؤدى للعزلة والاكتئاب


د.هالة حماد أستشارى طب نفسى أطفالد.هالة حماد أستشارى طب نفسى أطفال


ابنى يبلغ من العمر 19 عاما، ومشكلته تكمن فى جلوسه لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والإنترنت، وأخاف عليه من عزلته الدائمة عنا وتأثير ذلك على علاقاته الأجتماعية بالآخرين، فقد أكسبه ذلك تفضيل جلوسه بمفرده بشكل دائم، فبماذا تنصحوننى؟

وتجيب على هذا السؤال د.هالة حماد أستشارى طب نفسى أطفال ومراهقين وعلاج أسرى قائلة:

مشكلة الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والإنترنت كانت تبدأ عادة فى سن المراهقة، ولكن الملاحظ الآن أن الأطفال فى سن 10 سنوات أو من هم أصغر سنا يقضون أغلب وقتهم أمام الكمبيوتر، وذلك يرجع عادة إلى انشغال الأب والأم، فنجد أن الأم ترتاح فى أغلب الأحوال إلى ذلك، نظرا لانشغالها سواء بعملها أو حتى بأعمال المنزل.

أيضا الحياة الاجتماعية التى كنا نعيشها فى الماضى فى السبعينات والثمانينات اختلفت كثيرا، فلم تعد الزيارات العائلية ضمن أولويات الأسرة، وأصبح الاتجاه إلى تفضيل الجلوس فى البيت لمشاهدة الفضائيات المتعددة واستخدام الكمبيوتر والإنترنت على النزول إلى الشوارع المزدحمة هو اختيار الأسرة الآن.

هذا إلى جانب أن الإفراط فى الجلوس أمام الكمبيوتر والإنترنت فى بعض الأحيان يكون بدافع الهروب من المشاكل الأسرية أو الانتقادات اللاذعة من الأهل لتصرفات المراهق.

ويعد الاكتئاب من أهم أضرار إدمان الكمبيوتر والإنترنت، فالجلوس أمامه لفترات طويله يقلل من حركة ونشاط الإنسان، والذى ينتج عنه قلة إفراز المخ للهرمونات المسئولة عن الشعور بالسعادة والرضا، وأيضا إصابة المراهق بالبدانة، والتى تقلل من ثقته بنفسه.

ومن أهم أضرار الإنترنت أيضا انتقال العديد من الأفكار السلبية والثقافات الغريبة عنا، والتى نرفضها فى مجتمعنا الشرقى، وهنا يأتى دور الرقابة الأسرية فيفضل مثلا أن يكون مكان الكمبيوتر داخل حجرة المعيشة وليس غرفة الطفل أو المراهق.

وتنصح د.هالة حماد الأم قائلة، يفضل أن يتناقش الأهل مع المراهق بهدوء فى تقنين استخدام الكمبيوتر والاستفادة منه بدلا من إضاعة الوقت أمامه، فمثلا يطلبون منه أن يقوم بعمل بحث لموضوع معين ثم يناقشونه فيه فيما بعد، فهذا سيعطى له الثقة بالنفس وفى نفس الوقت يعطى له الفرصة للتفاعل مع أسرته بشكل أفضل، فيجب أن يقوم الأهل بمساعدة أولادهم على تخطيط وقتهم وتقسيمه ما بين القراءة والرياضة والهواية كالرسم والموسيقى والتفاعل مع الأسرة والأصدقاء، هذا سيضمن لهم حياة أجتماعية ناجحة.